بانبهار شديد تابع العالم البارحة الأولى ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقة مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات كيف التقى العالم المسلم ورجل الدين المسيحي والحاخام اليهودي على ضرورة البحث عن أرضية مشتركة تدعم الحوار بين الشعوب وتسعى لتعزيز قيم الحق والعدل والتعددية. وفيما كان الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي يؤكد على ضرورة السعي لمنع الإساءة للذات الإلهية والرسل والأنبياء، كان ممثل الفاتيكان الكاردينال توران يؤكد توق العالم لفتح حوار كبير عن احترام التعددية والحرية الدينية لكل الطوائف، فيما كان كبير الحاخامات الأمريكيين يشدد على خطورة التناطح بين التطرف الليبرالي والتطرف الديني.. أما البطريرك الماسكوني فأكد على أهمية أن يحب المرء لغيره ما يتمناه لنفسه. إلى التفاصيل: حين ألقى الدكتور عبدالله التركي السلام حامدا الله ومصليا على رسوله الكريم وعلى إخوانه من الرسل والأنبياء أجمعين، كان سلامه ينزل بردا وسلاما على قلوب المؤمنين. وحرص الدكتور التركي على التأكيد على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين في تحقيق تطلعات الشعوب والمجتمعات الإنسانية وفق رؤية واضحة منبثقة عن الرسالات السماوية التي أنزلها الله على البشر.وقال الدكتور التركي إن الإنسانية الآن في حاجة ملحة إلى التلاقي والتعاون على الخير والقيام بحوار انساني متعدد الأهداف يعالج كل ما يحتاجه البشر لحل الأزمات النفسية والاجتماعية وفق ما أراد الله مشيرا إلى أن الرسالات الإلهية نزلت رحمة للعالمين محذرة من البغي والظلم والعدوان، ومشددة على إرساء دعائم الأمن والسلام ورعاية كرامة الإنسان. قال تعالى»ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر.......» وفي ضوء ذلك أدرك خادم الحرمين الشريفين بنظرته الثاقبة ومن خلال تجاربه التارخية الحافلة حاجة الإنسانية كلها إلى التحاور فأطلق مبادرتي الإنسانية للحوار قبل خمسة أعوام راعيا مؤتمرين عالميين كبيرين رعتهما رابطة العالم الإسلامي وهما مؤتمر مكةالمكرمة ومؤتمر مدريد ثم تلا ذلك اجتماع في هيئة الأممالمتحدة وهو الاجتماع الذي أشاد بالمبادرة التي تابعت الرابطة تنفيذها. وأضاف أن الأمل كبير في هذا المركز العالمي أن يؤازر الجهود الرامية لتحقيق القيم الدينية التي تزيل التوتر والتعصب بين الناس. كما نأمل أن يعزز المركز الجهود الداعية لإصدار قانون أممي يجرم الإساءة للذات الإلهية وللرسل الكرام ويسعدنا أن تعاون الرابطة مع المركز في هذا الإطار. الحاخام يتحدث بدوره شدد كبير الحاخامات جوش ميد على ان القرن العشرين جلب التقدم الصناعي والتكنولوجي لكنه حمل معه حربين عالميتين وصراعا رهيبا تحول بلطف الله الى حرب باردة.. ثم جاء القرن الواحد والعشرين وما تبعه من احداث 11 سبتمبر التي اظهرت للعالم خطورة دور العلماء في التحريم والتحليل.. فالكلمة يمكن ان تدمر ويمكن كذلك ان تنشر الخير. في ضوء ذلك تأتي اهمية مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات.. انه في الحقيقة يوم تاريخي يجمع الساعين لنشر ثقافة الحوار وتحقيق القيم. انني اعتقد ان مبادرة خادم الحرمين وبالتعاون مع الحكومتين الاسبانية والنمساوية هي جهد خارق ومهم. وأضاف انني كممثل للعالم اليهودي ارحب بصدق ومن كل قلبي بانشاء هذا المركز والدخول في حوار بناء مع العالم الاسلامي فضلا عن الانفتاح مع جميع الاديان. إن هناك من القادة كما يقول شيتقل من لا يستطيعون تحريك نملة من مكانها وهناك من يستطيعون تحريك الملايين ومن هنا تأتي أهمية لجم الأصوات الداعية للتطرف الليبرالي والتطرف الديني .. ولعل تمسكنا بالوصايا العشر ليس كقانون وإنما كمبادئ تحتاجها المجتمعات أكثر من أي وقت مضى..وبما أن أوروبا الآن تتغير بحكم كثرة المهاجرين نود كمجموعة يهودية أن نجد لأنفسنا مكانا في هذا العالم الفسيح وسنشارككم الرأي والتجارب سعيا لخير البشرية وللأجيال القادمة. تحية من الفاتيكان من جهته حرص الكاردينال الممثل لبابا الفاتيكان على نقل تحيات وأمنيات بابال الفاتيكان للمركز الذي جاء بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين.وقال إننا نتوقع أن يقدم المركز رؤية واضحة ومصداقية تامة في تعزيز الحوار ومناقشة مسائل كبيرة تهم الإنسانية كلها خاصة تلك التي تتعلق بحقوق الإنسان والحرية الدينية لكل أصحاب الديانات. كما اننا نؤكد في ذات الوقت دعمنا للجاليات المسيحية في كل مكان. كما نطلب من المركز المساهمة في منع اي اساءات او انتهاكات تتعلق بحقوق الانسان في كل مكان. ان كل المؤمنين بالاديان عليهم ان يعملوا بجد لدعم القيم الانسانية وعلينا ان نقوم اولا باحترام الآخر وان نحترم عادات وتقاليد الآخرين. وقد قال البابا بند كنت السادس عشر ان الكنيسة ستقوم بدورها في الصلاة والدعاء لكل الجهود الرامية للخير ولكل الضعفاء في الارض فبروح المودة والاخوة سنعمل عملا كبيرا. وللبطريرك المسكوني تجربة في البداية نقل البطريرك المسكوني تحيات وامنيات الكنيسة الارثوذكسية مطالبا بأعمال الخير وحسن النية.. وقال ان هذا المركز وهذا الاجتماع بمثابة رسالة قوية للعالم بأن الحوار هو اهم عنصر للتواصل الانساني. واضاف ان حب المرء لأخيه ما يحبه لنفسه مبدأ خيري جميل حبذا لو تم ترجمته عمليا من خلال هذا الصرح الجديد. اننا هنا وبحب صادق نعبر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن عميق شكرنا وتقديرنا لمبادرته التاريخية بانشاء المركز ولنكن كلنا سفراء للخير وللنوايا الحسنة.. ونذكر هنا انه في عام 1893 كان هناك برلمان للاديان العالمية وبعد مائة عام تكررت المحاولة من اجل انشاء برلمان جديد.. وهذا العام تحقق الحلم وتم افتتاح هذا المركز ليكون مؤسسة عالمية لتعزيز التفاهم والتسامح وخير البشرية.