ساد «الهدوء» محاور التوتر في طرابلس أمس فيما واصل الجيش اللبناني تسيير الدوريات ووضع حواجز ثابتة بين باب التبانة وجبل محسن، وخصوصًا في شارع سوريا الفاصل بينهما. وبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاورات مع أبرز القادة السياسيين في البلاد للبحث في احتمال تشكيل حكومة جديدة بعد الأزمة التي تلت اغتيال وسام الحسن وخرج الأهالي في طرابلس إلى الشوارع وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها عشية عيد الأضحى المبارك، مع الإشارة إلى أنّ كل الأطراف التزمت بوقف إطلاق النار وبالخطة الأمنية التي تمّ الاتفاق عليها. من جهة أخرى أعرب وزير الداخلية مروان شربل عن اعتقاده: «إنه تمت مراقبة اللواء وسام الحسن منذ خروجه من مطار بيروت لحين وصوله إلى مكتبه في الأشرفية». وكشف في حديث تلفزيوني: «إن تحذيره للحسن كان بسبب كشفه لشبكات التجسس الإسرائيلية وغيرها في الفترة الأخيرة وآخرها شبكة الوزير السابق ميشال سماحة». إلى ذلك قال النائب جمال الجراح: «إن هناك قرارًا إقليميًا بإزاحة الحسن بعد كشفه شبكة الأسد المملوك سماحة»، محملاً الحكومة المسؤولية من خلال حجبها لداتا الاتصالات التي تساهم في كشف الجريمة قبل وقوعها عن الأجهزة الأمنية، معتبرًا أن هناك قرارًا سياسيًا ما ساهم بتحضير مسرح الجريمة أشار إلى ذلك مصدر في رئاسة الجمهورية اللبنانية: «إن سليمان يطرح خلال مشاوراته مع الشخصيات السياسية عقد جلسة حوار وطني للتفاهم على شكل حكومة جديدة تخرج لبنان من المأزق الحالي عندما تقدم الحكومة استقالتها ويتم تشكيل حكومة جديدة». والتقى سليمان لهذه الغرض الثلاثاء رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، القيادي في المعارضة الذي أبلغه أن تيار المستقبل الذي ينتمي إليه ويترأسه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، سيقاطع جلسة الحوار هذه، وإنه لن يشارك في أي حوار ما لم تستقل الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي. كذلك أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أبرز القيادات المسيحية في المعارضة: «إن حزبه لن يشارك في الحوار»، مشددًا على ضرورة استقالة الحكومة. وتتهم المعارضة الحكومة التي تضم أكثرية من حزب الله وحلفائه المتحالفين مع دمشق، بتغطية ممارسات النظام السوري في لبنان الذي تتهمه باغتيال شخصيات سياسية عدة كان آخرها رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن في تفجير سيارة مفخخة الجمعة. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية دعمها للاتصالات التي يقوم بها سليمان «لتشكيل حكومة جديدة»، مشددة في الوقت نفسه على أن واشنطن لا تريد حدوث «فراغ سياسي» في لبنان. وأوضح المصدر في الرئاسة: «إن سليمان تبلغ خلال الأيام الماضية رسالة واضحة من الأوروبيين والأميركيين مفادها أن الغرب ضد أي فراغ في لبنان، لأن هناك خشية من تداعيات أكبر للأزمة السورية على لبنان في حال الفراغ الحكومي». وأضاف: «قالوا لنا اتفقوا على حكومة، ونحن ندعمها. نحن مع استمرار عمل المؤسسات». وأشار المصدر إلى أن «هيئة الحوار الوطني تشكل المظلة السياسية للفرقاء المختلفين في لبنان، وأي اتفاق ضمنها سينسحب على الحكومة والبرلمان».