سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عن المنتخب.. ومغامرة ريكارد ترى كم ملعبًا مدرسيًّا؟ وكم أكاديمية للناشئين كان يمكن دعمها بأموال مغامرات السيد ريكارد التي حذفت منتخبنا خارج التصنيف العالمي..؟!
* مهما حاول البعض إيهامنا بفوائد مغامرة السيد (ريكارد) أمام الماتادور الإسباني.. فستظل سلبياتها النفسية، والفنية، والجماهيرية على الكرة السعودية أكبر بكثير من تلك الفوائد المزعومة!.. يكفي أنها أعادت الكرة السعودية إلى دوامة الهزائم الكبيرة التي زادت إحباط ونقمة الشارع الرياضي، الذي حاول استباق الصدمة الجديدة، وامتصاص آثارها بالسخرية.. خصوصًا أن جرح الخروج من تصفيات كأس العالم أمام المنتخب الأسترالي -وبالأربعة- لم يلتئم بعد. * في اعتقادي الشخصي أنه لم يكن هناك أي سبب يدعو لمناطحة ثيران إسبانيا في عقر دارهم في هذا الوقت تحديدًا.. فالمنتخب السعودي الذي يعيش مرحلة حرجة فنيًّا ونفسيًّا، لم يستجد عليه، ولا على لاعبيه ما يستدعي إجراء لقاء تبدو نتيجته محسومة مسبقًا، وبفارق كبير.. الأمر يبدو وكأنه انتحار، أو مغامرة غير محسوبة العواقب.. فلا التوقيت، ولا المستوى الفني، ولا نفسيات اللاعبين، ولا حتى التصنيف العالمي يسمح بمثل هذه المباراة التي كسرت من حيث أرادت لها إدارة المنتخبات أن تجبر.. لكن يبدو أن السيد ريكارد أراد فقط تلميع صورته (بفلوسنا)، فإن حقق المنتخب نتيجة إيجابية حُسبت له.. وإن لم يكن فلن يلومه أحد! * الاحتكاك مع منتخبات عالمية أمر جيد.. لكنه يصبح نوعًا من العبث في ظل وجود لاعبين ذوي قدرات فنية محدودة، لا تقبل التطوير.. ولا خلاف على أن الكرة السعودية تعاني من ندرة، أو قل -إن شئت- انعدام في المواهب.. بعد أن قضى نظامنا الاحترافي العجيب على كل منابع المواهب الشابة في الأندية.. فالأندية الصغيرة أفلست فنيًّا وماليًّا، بعد أن أصبحت غير قادرة على دفع تكاليف رواتب ونفقات الاحتراف.. فيما لجأت الأندية الكبيرة إلى ترقيع عيوبها باستيراد اللاعبين من الخارج، وعدم الاهتمام بالفئات السنية.. الأمر الذي أنتج أنصاف لاعبين، ليس لديهم القدرة على المنافسة إقليميًّا وآسيويًّا، ناهيك عن المنافسة دوليًّا. * ما الحل إذن؟ وكيف يمكن صناعة منتخب قوي في ظل عجز الأندية عن إمداد المنتخب بالمواهب؟! أعتقد أن الحل يكمن في عودة الاهتمام بالنشء من خلال دعم الرياضة في المدارس، وأكاديميات الأندية.. والاهتمام بالمنتخبات السنية من خلال برامج إعداد طويلة المدى.. فأكثر ما ميّز الكرة السعودية خلال الفترة بين 1984 - 1994 هو المواهب الكبيرة والمبدعة التي كانت قادرة على صنع الفارق مع أنديتها والمنتخب مثل: (ماجد عبدالله - عبدالجواد - فؤاد أنور - المهلل - خالد مسعد - العويران - الدعيع - الثنيان - الغشيان) وغيرهم كثير.. ولو تتبعنا سجلات معظم هذه الأسماء لوجدنا أنهم تدرجوا في بطولات آسيا، وكأس العالم للفئات السنية، بل إن بعضهم ساهم في الفوز بكأس العالم للناشئين 1989م.. وخاضوا مباريات كثيرة مع منتخبات عالمية ذات سمعة عالمية، وهو ما كسر رهبة هذه الفرق في نفوسهم. * التغيير يجب أن يبدأ من الفئات السنية.. فهم الأحق بمثل هذه الأموال والمباريات العالمية القوية.. أمّا الإنفاق على لاعبين توقّف نموهم العقلي والبدني فإنه يُعدُّ نوعًا من الهدر الذي لا طائل منه. * ترى كم ملعبًا مدرسيًّا؟ وكم أكاديمية للناشئين كان يمكن دعمها بأموال مغامرات السيد ريكارد التي حذفت منتخبنا خارج التصنيف العالمي؟! [email protected]