أعاد الأسبوع الثقافي الذي أقامته جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة مؤخرًا، مشهدًا غاب عن الذاكرة زمنًا ليس بالقصير، ممثلاً في «الفلكة»، التي كانت وسيلة تأديب وعقاب لمن يقصّرون عن أداء واجباتهم في «الكتاتيب» والتي كانت تمثل دور التعليم في الزمن الماضي. فعبر مشهد شاب ومعه بعض الأطفال، تم تمثيل مشهد بسيط عن الكُتّاب في حلقة تحفيظ القرآن الكريم قديمًا في الحجاز، مؤدين دور أحد الطلاب الذي لم يحفظ درسه فيقوم المعلم بعقابه بواسطة «الفلكة»، مسترجعين بذلك فائدة العلم وكم تعب هؤلاء المعلمون في تعليم أبناء ذلك الجيل. وبرزت «الفلكة» من خلال المشهد في صورتها القديمة.. كآلة خشبية قديمة تستخدم في الضرب والتأديب، ولا ينسى أغلب من تعرّضوا للسعاتها ما تحدثه تلك الآلة من أثر مؤلم على الأقدام، كما يتذكّر الطلاب آنذاك مقولة آبائهم للمدرسة حين إلحاق أبنائهم بها «لكم اللحم ولنا العظم»، في إشارة إلى موافقة ولي الأمر على تأديب ابنه وإيقاع العقوبة عليه من قبل المعلم في حال الإهمال أوعدم إتمام الدرس من جهة، وإيمانًا منهم بالوظيفة التربوية الهامة التي يطلع بها المعلم من جهة أخرى.