مع بدء إجازة عيد الفطر المبارك وكثرة الإقبال على محلات الحلاقة، تزداد أيضا نسبة المخالفات التي تقع فيها، إضافة إلى رفع تسعيرة الخدمات المقدمة للرواد في هذا الموسم في ظل ضعف الرقابة على تلك المحال. وفي جولة ل»المدينة» على عدد من صالونات الحلاقة في جنوبجدة، لاحظنا وجود عدد من المخالفات سواء من ناحية الأدوات المستخدمة ومستوى النظافة أو من ناحية رفع التسعيرة واستغلال فترة العيد. ويرى عبدالله سلمان (34عاما) أن ضعف الرقابة على صالونات الحلاقة خاصة في هذه الفترة التي تعد موسما مهما لها السبب الرئيسي لكثرة المخالفات، ويقول: لا يخفى على الجميع مخاطر صالونات الحلاقة التي تتسبب في نشر الكثير من الأمراض المعدية، كما أنها وسيلة لنقل العدوى بالمرض من شخص إلى آخر. أما عبدالرحمن أحمد (28 عاما) فلم يجد بدا من تسليم رأسه إلى الحلاق المجاور لبيتهم بالرغم من تسببه في ظهور بثور على خده بسبب عدم تعقيم العامل لأدوات الحلاقة، ويضيف: الآن من الصعوبة بمكان أن تجد حلاقا فارغا، فالصالونات ممتلئة وعليك الانتظار بالساعات، لذلك فضلت الذهاب إلى الحلاق المجاور لنا بعد أن حذرته من تكرار تجربته المريرة في السابق معي. أدوات شخصية فيما فضل بعض الزبائن الاستخدام الشخصي لأدوات الحلاقة بهم (الموس, المكينة, الأمشاط) وذلك بشرائها واصطحابها معهم كما هو شأن محمد با واكد, وخالد با حشوان حيث قالا إنهما يفضلان شراء أدوات خاصة بهما خاصة في ظل هذا الزحام وكثرة المرتادين لمحلات الحلاقة، مشيرين إلى أن «أبرز مخالفة تتكرر في تلك الصالونات هي الاستعمال المتكرر لأدوات الحلاقة وعدم تطهير رأس مكينة الحلاقة بالمواد المعقمة». ارتفاع التسعيرة وفي أثناء جولتنا على عدد من الصالونات في الأحياء الشعبية جنوبجدة لاحظنا ارتفاع التسعيرة المعتادة في محلات الحلاقة حيث قفزت أسعار الخدمة، ففي السابق كانت حلاقة الذقن ب10 ريالات، أما اليوم ب15 ريالا، وحلاقة الرأس بالمقص ب10 ريالات، أما اليوم ب20 ريالا، وحلاقة الرأس بالماكينة ب5 ريالات، أما اليوم ب10 ريالات، وبرر عدد من العاملين في تلك الصالونات هذه الزيادة بأنه موسم ذهبي لهم ويكون في العام مرة واحدة فقط. تحذير طبي وحذر د.أحمد سالم وهو استشاري أمراض جلدية بأحد المستشفيات بشرق جدة من انتقال العدوى عبر أدوات الحلاقة، وقال: الأمواس وملاقط الشعر والمقصات والمناشف والأغطية الملوثة عند استخدامها بطريقة غير آمنة، هي أبرز ما يعرض الزبائن للعدوى، موضحا طرق انتقال العدوى في الصالونات، إذ يقول: طرق انتقال العدوى في محلات الحلاقة بالدم الملوث أو سوائل الجسم، ولمس الأسطح الملوثة بالميكروب، وملامسة الجسم المفتوح بأدوات أو بأيد ملوثة بالميكروب، فضلا عن انتقالها عن طريق التنفس والسعال والعطاس من قبل العامل. جولات رقابية ومن جانبه أكد مدير الرخص والرقابة التجارية بأمانة جدة د.بشير أبو نجم أن الأمانة تحرص من خلال فرق المراقبة الميدانية على القيام بجولات لمتابعة أداء تلك المحال, حيث يتم التركيز على وجود رخصة المحل وصلاحيتها، وكذلك الكروت الصحية للعاملين فيها، إضافة إلى التدقيق في آلية عملها بشكل عام.