أثبتت دراسات حديثة، أن أدوات الحلاقة المستخدمة في الصالونات الرجالية، سبب رئيس لانتشار بعض الأمراض المعدية، نتيجة تلوثها واستعمالها بشكل متكرر من شخص لآخر، كما أن المطهرات التي يستخدمها الحلاقون غير كافية للقضاء على الميكروبات، مما يعرض الأطفال إلى أمراض معدية تنتقل من خلال هذه الأدوات، أو حتى عن طريق يد الحلاق إذا كانت غير نظيفة. تأهيل الحلاقين نور الدين وأكد مدرب الحلاقة بالمعهد المهني نور الدين أن الدراسات أثبتت انتشار كثير من الأمراض المعدية نتيجة الإهمال الحاصل في صوالين الحلاقة الرجالية، مبينا أن هذه المهنة ما زالت تفتقد إلى الرقابة الشديدة، ووضح» يهمل بعض الحلاقين اتباع وسائل السلامة في محلاتهم، أو حتى في استعمالهم للأدوات، حتى أصبحت محلاتهم بؤرة لأمراض يمكن أن تفتك بالناس، خاصة الأطفال كون مناعتهم ضعيفة»، مرجعا ذلك إلى عدم تأهيل الحلاقين وتوعيتهم وتدريبهم، كما أن أغلبهم غير فنيين يقومون بهذه المهنة دون تعلم لأصولها من أجل كسب المال، مطالبا بفرض الفحص الطبي على الحلاقين للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية كل ستة أشهر على الأقل. جهل الناس د.فهد الجبير وحذر استشاري أمراض الأطفال د.فهد حمد الجبير من الأمراض المنتقلة عبر أدوات الحلاقة في صوالين الرجال، مشيرا إلى جهل كثير من الناس للمخاطر الصحية المترتبة على ذلك، وعدم اهتمامهم بالعوامل الوقائية، وقال الجبير ل»الشرق» إن تلوث المقصات والأمواس بالدم، أهم وسيلة لنقل الأمراض بين الأفراد، لأن فايروس الأمواس يبقى حيا على بقع الدم الجافة لسبعة أيام، كما أن مكينة الحلاقة والملاقيط يتسببان بخدوش على الجلد، تنتقل البكتيريا من خلالها»، منوها أن أغلب الأمواس التي يستعملها الحلاقون ملوثة وتحتاج إلى تقنيات عالية من التعقيم. وأشار إلى الأمراض المنتقلة بشكل سريع، ومنها الثآليل الفيروسية وسعفة فروة الرأس والحصف المعدي وقمل الرأس، الذي ينتقل عن طريق الأمشاط، حيث يعيش الفايروس وينمو لفترات طويلة على الأمشاط، مما يعني إمكانية انتقال الأمراض من شخص لآخر بشكل سريع في حين استعمل نفس أدوات الشخص المصاب بالفايروس، لافتا إلى أهمية مراجعة المريض للطبيب. ناصحا الحلاقين بضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية، والاستحمام اليومي، وغسل اليدين بالماء والصابون بعد كل عملية حلاقة وقص الأظافر، إضافة إلى تغطية جروح أيديهم وعدم الحلاقة لأي شخص يوجد برأسه مرض معدٍ إلا بعد سؤال طبيب، كما يجب على الحلاقين المصابين بأمراض معدية الامتناع عن مهنة الحلاقة حتى الشفاء، وعدم تكرار استعمال أدوات الحلاقة من شخص لآخر وتعقيمها بغليانها أوإضافة المواد الكيميائية إليها. دور الأمانة وأوضح الناطق الإعلامي في أمانة جدة، الدكتور عبدالعزيز النهاري أن الأمانة حرصت على عمل ورش لمدة ثلاثة أيام للحد من مخاطر صوالين الحلاقة، مبينا أن الندوات طرحت بلغات عديدة، لتعريف الأفراد وحتى من الجاليات بهذه الخطورة، منوها إلى دور الأمانة في الحفاظ على صحة المواطنين، ونبه إلى أهمية التزام محلات الحلاقة بقواعد النظافة والسلامة، كي لا تتخذ الأمانة إجراءات صارمة بحقهم تصل إلى قفل المحل.