الطائف ملتقى الطرق والمسالك البرية قديمًا منذ فجر التاريخ، من اليمن ونجران، وجنوب الجزيرة العربية، مرورًا بالطائففمكةالمكرمة، وهي امتداد لطرق القوافل التجارية والحجاج من اليمن، وعسير، ونجد، إلى الحجاز، فهي معبر للحجاج والمعتمرين من نجد وشرق الجزيرة العربية وجنوبها، وهي بوابة الحجاز كله قديمًا وحديثًا، وهي همزة وصل بين الطرق السريعة الداخلية حاليًّا. وللطائف عدة مسالك وطرق ومنافذ ما بين الطائفومكةالمكرمة، وعلى سبيل المثال هناك عدة طرق لهذه المسالك قديمًا وهي: طريق كرا، يعرج، الثنية، غرزة، ضروب، عفار، اليمانية، عقبة سلامة بالهدا. مكة - الطائف أمّا الطرق الرئيسة والمعروفة حاليًّا فهي: من الطائف، السيل الصغير، السيل الكبير (قرن المنازل) البهيتاء، نخلة اليمانية، الزيمة، الشرائع، فجعرانة إلى مكةالمكرمة أو بالعكس. أمّا الطريق الثاني يبدأ من مكةالمكرمة، منى، عرفة، وادي نعمان، شداد، قرية الكر، المعسل، جبل كرا، ميقات وادي محرم، فالطائف أو بالعكس. طرق ومسالك فقد سلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعضًا من هذه الطرق والمسالك حينما أتى إلى الطائف مرتين: الأولى في ليال (بقين) من شوال السنة العاشرة من النبوة، ومعه زيد بن الحارثة مولاه، فأقام بها شهرًا داعيًا أهلها للإسلام، والمرة الثانية: فرغ من غزوة حنين فاتحًا الطائف، فكان خط سيره -صلى الله عليه وسلم- في رحلته، مكة، حنين، نخلة اليمانية، قرن المنازل (السيل الكبير) ثم على المليح، ثم على بحرة الرغا، ثم لية، ثم على نخب، ثم على الضيقة (اليسرى)، ثم السدرة، (الصادرة) ثم على حصن الطائف (أي سور الطائف لقبيلة ثقيف) كما سلك هذه الطرق والمسالك عدد من الرحالة العرب والأجانب، لدى زيارتهم إلى مدينة الطائف خلال حقب وأزمنة وعقود ماضية. طريق الكر واشار المؤرخ المعروف عيسى القصير ان من اهم الطرقات في محافظة الطائف طريق المشاة القديم «الكر»، وقد مر عليه ألف عام على إنشاء الطريق الذي يربط الطائفومكةالمكرمة، عبر طريق الهدا، جبل كرا (عقبة كرا) (كرا - ثنية بين مكةوالطائف)، وقال في موضوع آخر ما نصه: (بالطائف عقبة وهي مسيرة يوم للطالع من مكة، ونصف يوم للهابط إلى مكة، عَمرَها حسين بن سلامة، وهو عبد نوبي لأبي الحسن بن زياد صاحب اليمن في حدود سنة 430ه فعمر هذه العقبة عمارة يمشي في عرضها ثلاثة جمال بأحمالها). وقد خربت هذه العقبة خلال القرون الماضية بسبب السيول والأمطار والإهمال قديمًا ثم جددت عمارتها سنة 1242ه (ثم دمرت بسبب السيول والإهمال، وخلال السنوات الماضية قامت لجنة التنشيط السياحي بإعادة ترميم هذا الطريق مع إدارة التربية والتعليم بمساعدة الكشافة وإدارة الآثار بالتعليم بالطائف في صيف عام 1417ه، قد أصبح معلمًا أثريًّا يرتاده عدد من الزائرين، والسياح، أو مشاهدته عبر الركوب بالتلفريك بالهدا، لمشاهدة هذا الطريق التاريخي الذي قارب على إنشائه ألف عام، وما زال يذكر هذا الخط إلى الآن أمرًا حقيقيًّا واقعًا ملموسًا للعيان. تجدر الاشارة الى ان طريق المشاة مرصوف بشكل جمالي ومتميز بالحجارة الكبيرة، وبشكل هندسي يساعد على تحرك المشاة والجمال بكل يسر وسهولة بالرغم من صعوبة جبل الكر، وهو يتعبر من المعجزات التاريخية التي تؤكد أن هناك عقولاً كانت تعمل بتفكير جيد ومتميّز.