تحية شكر وتقدير لسعادة اللواء عبد الرحمن الفدا وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية الذي تفضل بالرد على مقالي المملوح المنشور في 7 شعبان المنصرم عن مبنى الأحوال بمكةالمكرمة المعطوف على تحقيق مصور عن المبنى المشار إليه. وقد تفضل اللواء عبد الرحمن بتوضيح الصورة على ما فيها من قتامة، فالمبنى قد أُخلي ولله الحمد، وأعمال الإدارة مستمرة في مواقع مؤقتة أخرى، والبشرى باكتمال مبنى جديد عما قريب. وفي شأن المقار المستأجرة في المراكز التجارية لخدمة المراجعين، ذكر اللواء بأن الجروشي مول سيشهد انطلاقة أحدها في مكةالمكرمة لينضم إلى سابقيه في جدة والدمام وبريدة والمدينة المنورة وتبوك. بيت القصيد هنا هو رغبة المسؤول في تقديم خدمة نوعية للمراجع... رغبة تنطلق أولاً من تقويم الواقع، فإن كان مراً كالذي عاشه مبنى أحوال مكة، سارع إلى استبداله مبتدئاً بالحلول المؤقتة. أما إن كان متواضعاً جدا كالذي في جدة مثلاً، وضع البدائل المناسبة مع الإقرار بأنها قد لا تكون الأفضل، لكنها تمثل نقلة نوعية بالتأكيد، ليس على مستوى الموقع والتجهيزات، وإنما على مستوى الكفاءة والأداء. هذه الفروق (الواضحة) ترسم نموذجاً لما ينبغي أن يكون عليه المسؤول الذي لا يكتفي بالدور التقليدي الذي عهدناه طويلاً حتى على مستوى الوزارات، دور (تصريف الأعمال).. صلاحيات مركزية وأوامر نهائية وبروتوكولات استقبال وتوديع وصحافة وتصوير. المسؤول الذي يريد أن يحدث تغييراً نوعياً لا بد له أولاً من ارتداء طاقية المراجع ليدرك موقع إدارته من الإعراب. عليه أن يسأل عن مدى رضا العميل بكل شفافية، ثم الاستفادة من خبرات الآخرين في الداخل والخارج، وحتى يتحقق له ذلك عليه إبعاد شلة الأنس التي تحكم خناقها على المسؤول الجديد لتروضه، فيعود نسخة من المسؤول القديم.. لا يهش ولا يبش إلا بمشورتها وعلمها. وجماع ذلك وعد الله عز وجل (واتقوا الله ويعلمكم الله) فبالتقوى تُفتح الأبواب، ويتداعى المخلصون النابهون، ويسارع الخبراء الصادقون، بهؤلاء تنجح الإدارة ويتطور الأداء ويتحمل كل فرد المسؤولية، بل ويعتز كل منهم ويفاخر بانتمائه إلى قصة النجاح التي يشهد لها المواطن المراجع. [email protected]