.. وصف علماء الأمير نايف -رحمه الله- بأن له جهودًا جبارة في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وأنه كان معروفًا بتمسكه وعنايته بما فيه أسباب صلاح البلاد، كما كان صمام الأمان في هذه الدولة بأعماله ومواقفه الحكيمة، إضافة إلى ما يتمتع به من المآثر الكثيرة في حفظ أمن البلاد ونشر الدعوة الإسلامية، ومعروف بحلمه وحزمه في آن واحد.. ويتمتع بصفات قيادية وإدارية، وكان سبّاقًا لكل خير.. وحريصًا على حفظ السنّة.. فإلى مضامين ما قال به العلماء: جهوده جبارة بداية أوضح مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بذل الجد والاجتهاد والمحافظة على البلد، وقد كانت له جهود جبارة في المواقف الدينية، وبأنه من حفظ المجتمع من عداء بعضهم على البعض، أو الاعتداء الخارجي، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. معروف بتمسكه بالإصلاح من جهته أوضح المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن منيع أنه عرف عن الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- الريادة في أعمال الخير والمجال الأمني أيضًا، ويتمتع بثقافة عامة وبُعد نظر وإدراك لمشكلات العالم، وما ينبغي أن تتعامل به البلاد مع المشكلات الحاصلة في الخارج بحيث لا يترتب على أي منها ما يمتد إلى بلادنا، فهو أهل لذلك، ولديه خبرته وإدارة مرموقة، وكذلك كان معروفًا بتمسكه وعنايته بما فيه أسباب صلاح البلاد في عقيدتها وغير ذلك، وله قيمته العليا فيما يتعلق بالحسبة، ونشر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وله مركزه المتميّز في خدمة السنة الذي تجاوز إقليمية بلادنا إلى العالمية، في أكثر من خمسين عامًا رعايته لأمن البلاد والتعامل مع كل ما يتطلبه هذا الأمر بحنكة والحفاظ على أمن البلاد بما في ذلك الحسبة والسياسة الشرعية. صمام الأمان من جانبه أوضح عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي بن عباس حكمي بأن صاحب السمو الملكي الأمير نايف آل سعود أنه ليس باستطاعتنا أن نلم بحديث عابر كل ما قدمه الراحل لوطنه ولأمته، ويمكن أن نختصر تاريخه بعدد كلمات فقد كان صمام الأمان في هذه الدولة بأعماله ومواقفه الحكيمة، فواجه الإرهاب ليس بالبطش والجبروت والخروج عن المألوف، لكن بقوة، وحزم، وعدل، وحكمة حتى تحوّلت طريقته في مواجهة الإرهاب إلى أنموذج يحتذى في العالم كله، وكذلك استطاع أن يكبح جماح العدوان دون المساس بحقوق الإنسان، حيث كان حريصًا على أن يأخذ كل ذي حق حقه. وكان الأمير الراحل رجل الإغاثة الأول ليس في المملكة، بل في العالم كله. فقد عُرف أياديه البيضاء على كل المسلمين في كل قارات العالم. وكان -رحمه الله- الركن الشديد لولاة الأمر من الملوك في حماية أمن البلاد، وفي جمع كلمة المجتمع لأنه كان قريبًا من المواطنين وهمومهم. كما عُرف عن سموه حبه للعلم والعلماء، وخدمة السنة النبوية، والحفاظ على ما قامت عليه هذه البلاد من عقيدة صحيحة، وكان يصرف على دعمها من جيبه الخاص، ويظهر ذلك من خلال الكراسي البحثية والعلمية التي أطلقها في شتى جامعات المملكة. ونسأل الله أن يجعل عوضنا في خلفه، وقد بشرنا الله ببشارة من صبر واحتسب فسيعوضه الله خيرًا. مآثر كثيرة من جانبه أوضح أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور صالح بن غانم السدلان فابتدأ الكلام بقول الله تعالى: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)، فالأمة الإسلامية فقدت شخصية كبيرة ممثلة في الأمير نايف، وهي مصيبة عظيمة. فالأمير نايف رجل فقدته الأمة الإسلامية والعربية والوطن، وقد كانت له مآثر كثيرة في حفظ أمن البلاد، وما عُرف عنه من محاربة للإجرام والمفسدين، ونشر الدعوة الإسلامية في كل أصقاع الأرض، وحفظ الأمن -بعد الله- في ظروف قاسية، حتى صار وطننا مضرب المثل في الأمن، كما عرف عنه بُعد النظر، والحكمة، والرحمة، والقوة لمن يستحق القوة والصرامة في تحقيق العدل. وبيّن السدلان أنه قد عُرف بالعدل، وكانت له مواقف مشهودة في مكافحة الإجرام والإرهاب، ومساعدة المحتاجين والأرامل، وعُرف عنه الدهاء والذكاء والحنكة السياسية، ودعم رجال الحسبة. حلمه وحزمه من جهته قال عضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور بدر الراشد إن سمو ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله، وأدخله فسيح جناته- له جهود جبارة في خدمة الدين، ثم الوطن والمواطنين، واهتمام بارز بالدعوة الإسلامية، ودعم للقضاء وتعزيز استقلاليته، فقد عُرفت عنه الحكمة، وسداد الرأي، والإخلاص، والتفاني في العمل، وأكد أن من أبرز جهود سمو الأمير نايف تحقيق الأمن للوطن والمواطن، وحماية الناس والممتلكات من الأعمال التخريبية الإرهابية. وأوضح قائلاً: إن المتأمل في سيرة سموه وتوليه عددًا من المناصب لأكبر دليل على سداد رأيه وبُعد نظره، فهو معروف بحلمه وحزمه في آن واحد، بالإضافة إلى ما يتمتع به من صفات قيادية وإدارية. سباق لكل خير أما الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور هشام بن عبد الملك بن عبد الله بن محمد آل الشيخ فقد بين بأن الله تبارك وتعالى كتب الموت على كل بني آدم، ولم يكتب الخلود لأحد في هذه الدنيا، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل،بل البقاء والخلود لله وحده دون سواه، وهذه سنة الله في هذه الحياة، قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)، وقال تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). ومعظم الناس إذا ماتوا انقطع ذكرهم بعد أن يحول الموت بينه وبين الناس. عطف وقلب كبير ولكن هناك من يموت ويرحل بجسده وروحه من هذه الدنيا، ومن بين أهله وأقاربه وذويه وأصحابه ومحبيه، ولكنه يبقى خالداً في ذاكرة كل من عرفه، وتعامل معه، وقابله، يبقى ذكره بين الناس بما اعطي من أخلاق كريمة، وشمائل طيبة، ومناقب جميلة، أو لما يتصف به من البذل والعطاء والجود، أو لما يتصف به من صفات قيادية نبيلة، وحنان أبوي، وعطف إنساني، وقلب كبير، أو لما يتميز به من مواقف عظيمة، وحب للخير، وسعي في مصالح المسلمين، وسهر على حفظ حياض الأمة، ودعم لقضاياها. وقد وُجدت كل تلك المناقب الجمة، والخصال الحميدة، والمواقف المشرفة في الأمير الراحل ناصر السنة ورافع لواء التوحيد نايف بن عبد العزيز، ولي العهد وزير الداخلية، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، الذي حزنت لفقده قلوبنا، فقد كان مثالاً وقدوة للقائد الذي أحب شعبه، ووطنه، وإخوانه، وأصحابه، وأحبه بالمقابل كل مواطن، بل وكل من عرفه من خارج هذه البلاد المباركة، فكانأنموذجاً واقعياً حياً يصدق عليه قوله: (خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ). ولا غرو في أن يحتل الراحل هذه المكانة العظيمة في قلوب الناس، فإنه كان سباقاً لكل خير، حريصاً على حفظ السنة فأنشأ لها جائزة تحمل اسمه، حريصاً على أمن الوطن، مدافعاً عن حياضه، ناصراً لأهل الخير والتقى، مدافعاً عنهم وعن قضاياهم، وجاهه في نفع إخوانه المسلمين، فكانت أعماله مشهودة وفي مختلف القضايا.... وقد كان يوم نبأ وفاته يوماً عصيباً على القلوب، ويوماً مليئاً بالحزن والأسى، واعتبر الناس فقده ورحيله خسارة لبلاد الحرمين، بل وللأمة جميعاً، ولكنها حكمة الله تعالى ولا راد لقضائه. فنسأله سبحانه أن يتغمده بواسع مغفرته، وأن يجعل ما قدمه من أعمال وخدمات في موازين أعماله يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وبين الدكتور هشام بقوله: لقد كان أسد السنة الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله منذ البداية عضداً وسنداً بعد الله سبحانه وتعالى لأخيه خادم الحرمين الشريفين، فحمل الراية بعد أخيه الأمير سلطان رحمه الله ليكمل المسيرة على نفس المنهج، منهج الكتاب والسنة، على فهم سلف الأمة، فرحم الله الملك المؤسس عبد العزيز فقد رسم الطريق ووحد المعالم، وأرسى دعائم هذا الصرح الشامخ على المنهج القويم، وحذا حذوه أبناءه البرره الملوك من بعده سعودٌ وفيصلٌ وخالدٌ وفهد، فرحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح الجنان، وجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. وأضاف آل الشيخ وإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تعالى وإخوانه الأمراء أبناء الملك المؤسس يحذوان حذوهم فيحمل الأمانة وإكمال المسيرة لبلوغ الغاية السامية، والعمل لما فيه سلامة واستقرار وأمن هذا الوطن الغالي. العقلا: لقد أطفأ الله جل وعلا بالفقيد جذوة الفتنة ونار العنف والإرهاب ومن جانبه قال معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية إن المصاب في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -رحمه الله تعالى- لأمر جللٌ يهتزُّ له الوطن، ويحزن له كل مواطن تفيّأ ظلال الأمن الذي قيّضه الله لهذه البلاد المباركة على يد هذا الرجل، الذي لم يهدأ له بال، ولم تغمض له عين حتى استأصل جذور الإرهاب، وجفف منابعه. وأضاف لقد أطفأ الله جل وعلا بالفقيد -رحمه الله- جذوة الفتنة، ونار العنف والإرهاب، حيث جعله الله غصة في حلوق المفسدين، وسيفًا بتّارًا في وجوه المخرّبين، ولقد وقف -غفر الله له- جبلاً شامخًا، وحصنًا منيعًا في طريق جماعات الفتنة والتفجير والإفساد، حتى عرف بلقب رجل الأمن الأول في البلاد. ولقد عُرف الأمير نايف -رحمه الله- بالقوة في الحق، والتفاني في خدمة الوطن، فلم يكن ممّن تأخذه في الحق لومة لائم، ولم يعرف التواني عن أداء الواجب يومًا، يشهد له بذلك القاصي والداني، وكل مَن عرفه. وأشار بأنه لم يكن الأمن وحده مجال الفارس الفقيد، بل لقد أولى العلم عناية خاصة، فها هي جائزة سموه العالمية لخدمة السنة النبوية مؤسسة شامخة تُعنى بخدمة سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بلده الشريف، بدعم بحوث السنة، وتعزيز المنافسة بين حفاظها وطلابها، كما تحتضن جامعاتنا كراسي بحث عديدة، تهتم بجوانب شتّى تصب كلها في دعم الحسبة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعزيز القيم والأخلاق، وإرساء الأمن الفكري. وأضاف كما قد وجدت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عناية خاصة من لدن سمو الأمير الفقيد -تغمده الله برحمته- فقد شرُفت من سموّه بزيارتين، إحداهما زيارة خاصة في لقاء مفتوح مع منسوبي الجامعة، وزيارة أخرى لرعاية وافتتاح مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر، وفكر التطرف الذي نظمته الجامعة قبل نحو عامين، حيث كان -رحمه الله- يساند الجامعة في كافة مناشطها وقضاياها. ويكفي الجامعة فخرًا أنها تحتضن كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي كان محط اهتمام سموه، وشُرُف منسوبوه بلقاء وتوجيهات سموه -رحمه الله تعالى-. وختم العقلا بقوله: إننا بهذه المناسبة باسمي، وباسم منسوبي الجامعة كافة، لنرفع أصدق التعازي، وأحرّ المواساة إلى مقام الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في وفاة أخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولأبنائه وإخوته أصحاب السمو الملكي الأمراء، وللأسرة المالكة الكريمة، وللشعب السعودي والعالم الإسلامي، ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويرفع درجته، ويُعلي مقامه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. قمة من القمم وصف الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ب»المصيبة العظيمة» وقال والعبرة تخنق صوته: كان رحمه الله قمة من القمم وهامة عظيمة له بصماته في جميع المعمورة كان رجل أمن قويا عنيدا، ورجل دعوة وعدل، كان في جميع أوقاته وعمره المديد يخدم الوطن ويسهر على أمنه واستقراره. وأكد آل الشيخ أن الأمير نايف له بصمة في جميع مناحي الحياة وله بصمة في إرساء الأمن وتعزيزه وفي الدعوة لله ودعم الجمعيات الإسلامية والخيرية وتحفيظ القرآن الكريم ودعم حفاظه والسنة النبوية ودعم حفاظها وعلمائها، وله بصمة في إنقاذ ومساعدة وعون من حلت عليهم الكوارث في جميع بقاع الدنيا. واستطرد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واصفا ولي العهد بأنه كان رجلا حكيما وسياسيا محنكا حريصا على أمته ووطنه يبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة هذا الوطن والمواطن.