كنت أسلم نفسي سطرا سطرا" لسيرة الاديب طاهر زمخشري " الماسة السمراء" التي كتبها حفيده محمد توفيق بلو . نعم محمد توفيق بلو ما غيره والذي اعتدنا أن نشاهده يخطو بالعصا البيضاء أمين عام جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الاعاقة البصرية التى تقدم خدمات لضعفاء البصر والمكفوفين ونسير معه في ((روافد)) وعلى أرصفة المنشآت التى يخدم فيها فاقدي البصر يشع رقة فيها بابتسامته الدافئة وضحكته المهذبة بلا صوت.. وهو يتبادل الحديث مع منسوبي الجمعية. يهامسهم ببساطة ولياقة ومعرفة لينقل لهم أطيب الكلام وبسخاء مفرط يستمع احتياجاتهم . محمد اصابه الضعف البصري الشديد نتيجة التهاب صبغي وراثي بقاع العين وفقد بصره، قصته تنهمر منها عطر تقتطف الشخص من زوابع الزمان ليواصل معجزة الحياة غير مبال بإعاقته التي أصابته. أخذ يبحث عن ضوء يقوده إلى لغة تحمل وجعه حتى عثر عليه في الحرف فالحرف كان الملاذ الأخير لألمه..فألف الكتب عن رحلته مع فقدان البصر ومنها " حصاد الظلام" " لم يكن حلمه مجرد تقديم خدمة إعادة التأهيل فقط بل كان يتطلع لتعريب التكنولوجيا الناطقة التي شاهدها في الولاياتالمتحدةالأمريكية وشاءت الأقدار أن يترجم حلمه مع شركة صخر ببرنامج كمبيوتر ناطق خاص بالمكفوفين العرب مزود بنظام الآلة القارئة ليكون منظومة متكاملة ذات أبعاد طبية وتقنية واجتماعية مما عمت معه الفائدة على نطاق واسع في الإبداع باستخدام التقنيات المتاحة للمكفوفين والمنافسة مع المبصرين. “ محمد توفيق بلو " مع الفجر تحدثه يوميا تجده في مكتبه الذي ينيره قلبه وليس بعينه يعمل بكفاح وإصرار على الحياة والفرح والمضي بجمال الحياة. يعكف على العمل مع مجموعة "نورث ستار فيجن" ليس كفيف بصر بل كمبصر لتنفيذ مشروع مصانع في الوطن يعمل بها ضعاف البصر وهو مزود بالأمل بان تكون مصانع للمكفوفين. إن رسالته في الحياة تقول كلما اشتد الظلام اقترب الفجر، إيذاناً بانبلاج الصبح. [email protected]