في خطوة لمنح ذوي الإعاقة البصرية فرص للعمل في القطاع الصناعي، تسابق جمعية إبصار لخدمة الإعاقة البصرية الزمن لنقل التجربة الأميركية لإنشاء مشاريع صناعية يمثل فيها المكفوفون والمكفوفات 75% من نسبة العاملين. وتأتي تلك الخطوة بعد إطلاع أمين عام جمعية إبصار محمد توفيق بلو على تجربة مماثلة في الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث زار الأسبوع الماضي أحد مصانع الهيئة الصناعية للمكفوفين بنيويورك، التابعة للهيئة الوطنية الصناعية الأميركية للمكفوفين، التي تعمل على تدريب وتوظيف المكفوفين عبر سلسلة من البرامج الصناعية والتوظيفية في نحو 40 ولاية أميركية. وأوضح أمين عام جمعية إبصار محمد توفيق بلو أن مجلس الجمعية سيستضيف الشهر المقبل الرئيس التنفيذي للهيئة الصناعية للمكفوفين بنيويورك لتقديم تصور عن التجربة الأميركية للاستفادة منها في إقامة مشاريع صناعية سعودية للمكفوفين. وأعرب بلو عن أمله في أن تتبنى وزارة العمل المقترح الذي سيرفعه مجلس الجمعية لها، والخاص بتوظيف المعاقين بصرياً في مشاريع صناعية تستفيد من قدراتهم وتتفهم إعاقتهم، واعتباره أول ثمار المجلس التوجيهي لتعزيز توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يترأسه وزير العمل. وألمح بلو إلى زيارته لمصنع الهيئة الصناعية للمكفوفين بنيويورك، معبراً عن دهشته لما رآه، حيث يدير المكفوفون المصنع، الذي تبلغ مساحته 15000 متر مربع ويعمل به 205 موظفين منهم 122 كفيفاً وضعيف بصر وبعضهم متعددي الإعاقة (بصرية ذهنية) ذكور وإناث و 83 مبصراً. وأفاد بأن من أهم منتجات المصنع البزات العسكرية للقوات المسلحة الأميركية، إلى جانب بعض مستلزمات الطيارين الحربيين الصحية، ولبيئة شديدة الدقة، مضيفا:" إن المكفوفين يصنفون احتياجات الجنود حسب مواقعهم الحربية وفقاً للمعايير المطلوبة". وأشار إلى أن معيار اختيارهم يستند إلى الكفاءة والمهارة العالية المبنية على التأهيل المهني لاستخدام المعدات والمكائن، لافتاً إلى أن المصنع يدرب مكفوفين آخرين للعمل لدى قطاعات الأعمال الأخرى للقيام بأعمال حرفية ومهنية ووظيفية مقابل أجر يحصل عليه المصنع من لجنة خدمات المكفوفين في حكومة الولاية. وذكر أن قيمة الآلات والمعدات الموجودة في المصنع تصل إلى 500 ألف دولار، مشيراً إلى تحقيقه أرباحاً تزيد على 1.4 مليون دولار خلال عام 2011 الجاري، ويحتل المرتبة ال 15 من حيث العائدات المالية والربح من بين 80-85 برنامجاً صناعياً للمكفوفين في الولاياتالمتحدة الأميركية. وأكد بلو حاجة المكفوفين في المملكة لنقل هذه التجربة لأنها حضارية في توظيف المعاقين بصرياً في خط إنتاج تنموي ومنافس اقتصادي، متوقعاً أنها ستساعدهم في عيش حياة كريمة، مفيداً بأن تلك التجربة لم تنفذ إلا في أميركا، آملا استحضارها في المملكة.