يبقى المجلس العسكرى أحد الأطراف الأكثر تأثيراً فى مسار المرحلة الانتقالية وهو الطرف الوحيد فى تحديد «المدى الزمنى» لهذه المرحلة، ويزيد من أهمية دور المجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية أنه هو «المالك» الحصرى الوحيد للسلطة التنفيذية والقائمة بأعمال مؤسسة الرئاسة فى المرحلة الانتقالية والقادر على اتخاذ القرارات الحاسمة مع «تأزم» الأوضاع كما برز ذلك بدعوة المجلس العسكرى للاحزاب للاجتماع لاقرار القواعد الجديدة لتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور بعد أن فشلت كل جهود التوافق التى قامت بها عدة اطراف حزبية وغير حزبية فى انقاذ اللجنة واعادة المنسحبين اليها. يؤكد مدير مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والسياسية الخبير الاستراتيجى اللواء سامح سيف اليزل ل «المدينة»، أن المجلس العسكرى ملتزم بتسليم السلطة فى الموعد المحدد سلفا وهو 30 يونيه المقبل، ويؤكد أيضاً أن دوره فى المرحلة الانتقالية على ما هو عليه دون انحياز لقوة بعينها من القوى السياسية، وأن انحيازه الوحيد لمصلحة مصر العليا وانجاز المرحلة الانتقالية دون إبطاء ودون إخلال بمصالح مصر الاستراتيجية، وأن موقف المجلس العسكرى ثابت منذ توليه السلطة وكان مع المصلحة العليا للبلاد التي فرضت عليه القيام بعدة أدوار مثل التوفيق بين القوى السياسية عند اختلاف هذه القوى على بعض قضايا المرحلة الانتقالية، وقال إن المجلس العسكرى دعا الأحزاب الى الاجتماع عند الاختلاف على تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، ودعا مرة أخرى الاحزاب للاجتماع بعد صدور الحكم القضائى بحل اللجنة التأسيسية التى جرى تشكيلها بصورة أثارت خلافات كثيرة بين القوى السياسية وانتهت الى انسحاب القوى السياسية من اللجنة التأسيسية، ويحاول المجلس العسكرى إعادة التوافق بين القوى السياسية لتشكيل اللجنة التأسيسية ودون فرض رؤيته, ونأمل أن يسفر لقاء الاحزاب والمجلس العسكرى الأحد القادم عن توافق على التشكيل الجديد للجنة التأسيسية وحتى يتم الانتهاء من كتابة الدستور قبل موعد الانتخابات الرئاسية وتحديد صلاحيات ودور الرئيس الذى سيتم انتخابه طبقا لهذه الصلاحيات. وعن اتهام المجلس العسكرى بالرغبة فى الاستمرار فى السلطة واعلانه بأن الانتخابات الرئاسية لن تجرى قبل الانتهاء من كتابة الدستور، قال اليزل: هذه التصريحات «كاذبة» و»مختلقة» ولا أساس لها من الصحة، ويقينى أنه لم يدل بها أى من أعضاء المجلس العسكرى، وأن ترويج مثل هذه الاخبار الكاذبة والتى لاتخرج عن كونها اجتهادات او تحليلات، هو اشاعة المزيد من الالتباس فى المرحلة الانتقالية، والاصرار المتعمد على «تشويه» المجلس العسكرى، وأننى على يقين أن المجلس غير راغب فى السلطة وينتظر 30 يونيه لتسليمها الى سلطة شرعية منتخبة، وان تركه للسلطة بدون رئيس منتخب سوف يحدث «فراغا» لا يعلم أحد بآثاره وتداعياته. وعن عودة القوى السياسية الى الميدان والاحتكام الى الشارع لفرض رؤاها فى هذه المرحلة الانتقالية الحرجة، قال اليزل إن المجلس العسكرى لن يواجه نزول القوى السياسية الى الشارع بالقوة، وأن المجلس العسكرى ملتزم ببنود الاعلان الدستورى الذى يبيح التظاهر السلمى طالما لا يتعرض المتظاهرون لمؤسسات الدولية، وطالما ظلت المظاهرات سلمية ودون عنف او تخريب او تعطيل للمؤسسات الحيوية.