أعادت الانتخابات الرئاسية في مصر «المليونيات» (المظاهرات والمسيرات) إلى الميادين مرة أخرى عقب صلاة الجمعة أمس، والتي كان أبرزها مسيرتان بميدان التحرير بقلب القاهرة وأخرى بميدان العباسية «شرق القاهرة». وانطلقت المسيرة الأولى إلى ميدان التحرير بقلب القاهرة، ورفعت شعار «دستور لكل المصريين»، وشارك فيها عدد كبير من القوى والحركات السياسية وبعض المرشحين المحتملين لمنصب الرئاسة، منددة بهيمنة التيارات الإسلامية على الدستور، وطالبت المسيرة بدستور يعبر عن جميع أطياف وفصائل المصريين، ورفض استئثار التيارات الإسلامية التي سيطرت على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. وأكد النائب أبو العز الحريري المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، الذي شارك في المظاهرة «أن ما تشهده الساحة السياسية المصرية هي مقدمة لثورة ثانية ضد من يريد أن يساهم في إجهاض أهداف ثورة 25 يناير»، محذرًا من خطورة الوضع بعدما وصلنا إلى حالة احتقان شعبي بسبب احتكار فصيل للسلطة بدون برنامج وطني يخدم جميع المصريين». وشن الحريري هجومًا لاذعًا على جماعة الإخوان المسلمين قائلًا: «إنهم لم يقدموا على مدار 40 عامًا برنامجًا اقتصاديا أو اجتماعيا يختلف عما قدمه رؤساء الأنظمة السابقة». من جانبه، رفض النائب محمد أبو حامد تشكيل جمعية الدستور بصورته الحالية بقوله «إنها تعبر فقط عن وجهة نظر السلفيين والإخوان وتقصي جميع الطوائف الأخرى المشاركة في المجتمع والتي لها الحق في صياغة الدستور». وأضاف: «الانسحابات والاستقالات التي تمت من لجنة المائة هي أمر جيد، ولكنها لن يكتب لها النجاح إلا من خلال مد شعبي وضغط يمارس من الشارع حتى يتم إسقاط التأسيسية بصورتها الحالية». وتزامنت مسيرة «دستور لكل المصريين» مع أخرى نظمتها الحركات السلفية المؤيدة للمرشح السلفي المحتمل لمنصب الرئاسة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل التي تحمل شعار «لن نسمح بالتلاعب» تأييدًا له عقب تواتر البيانات التي تشير إلى حصول والدته على الجنسية الأمريكية، وهو ما أكدته العديد من المصادر الأمنية ومصادر بوزارة الخارجية، حيث انطلقت المسيرة من مسجد «الفتح» إلى ميدان التحرير لدعم أبو إسماعيل وإثبات مدى قوته واستمراره في السباق الرئاسي، مؤكدين أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي إلا بأمر من المواطنين والصناديق الانتخابية فقط. وقام أنصار أبو إسماعيل بتوزيع بيان تحذيري للولايات المتحدة جاء نصه كالتالي (نحن «طلاب الشريعة» لن نسمح بالتلاعب في ظل ما تشهده بلدنا الحبيبة من تلاعب بإرادتها ومقدراتها، في ظل الانفلات ليس فقط الأمني بل الإداري والاقتصادي، في ظل ما نشهده من التشويه الإعلامي للرموز التي اجتمعنا والتففنا جميعا حولها). وجاءت المسيرة الأخيرة لإقناع عمر سليمان بالترشح لمنصب الرئاسة وعدوله عن الاعتذار للمنصب، وقد اختار أنصاره ميدان العباسية «شرق القاهرة» لإقناعه بالترشح للرئاسة مستخدمين سيارات بمكبرات الصوت تدعو المصريين للاحتشاد من أجل الضغط على سليمان وإجباره على خوص الانتخابات الرئاسية قبل غلق الباب المقرر له غدًا «الأحد». إلى ذلك، قدم أيمن نور أوراق ترشحه أمس للانتخابات الرئاسية وسط حشد من مؤيديه عن حزب «غد الثورة» مما أثار جدًال سياسيًا حوله بسبب عدم صدور عفو سياسي من المجلس العسكري في قضية تزوير التوكيلات، بعد الحكم بسجنه 7 سنوات وتم الإفراج عنه بعفو صحي، كما انطلقت أيضًا وفي نفس التوقيت من منطقة «المهندسين» مسيرة المرشح المحتمل للرئاسة حمدين صباحي إلى مقر اللجنة الانتخابية للتقدم بأوراق ترشحه، وشهد مقر اللجنة الانتخابية إجراءات أمنية مشددة خوفًا من حدوث أي احتكاكات بين أنصار المرشحين بعضهم البعض.