وراء كل عظيم امرأة مثال يحكى عن سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ولن تجد لسنة الله تبديلا حب من حب وكره من كره في أي زمان ومكان تحت أي سقف كانت المرأة ولا تزال ركيزة الرجل التي يعتمد عليها وعصاه التي يتوكأ عليها ومأواه الذي يؤوي إليه في السلم والحرب والشدة والرخاء سواء كان حاكما أو محكوما أو نبيا معصوما رفعت الأقلام وجفت الصحف. وكم فارس قد استجار من العدا *** بأم كما جارت فكيهة سالكه فأين الخلل؟ يا ترى هل أصبحت المرأة ماردا نستعيذ بالله منه بعد أن كانت مربية الأجيال وملهمة الرجال أم استهوتنا الجاهلية فعادت بنا إلى وأد البنات وإقصاء الأمهات؟!. وما عجب أن النساء ترجلت *** ولكن تأنيث الرجال إعجاب لقد وجد الإسلام المرأة تقبع في غياهب الجب مصفدة بالأغلال فحررها من الأسر وكرمها أيما تكريم وأوصى بها خيرا وجعلها والرجل صنوان يسقيان بماء واحد يعملان جنبا إلى جنب لإعلاء كلمة الله كانت المساهم الأول في نشر الإسلام نصرته وآزرته في وقت يكع فيه أشداء الرجال تقلدت في زمن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه العديد من المناصب وحققت الكثير من النجاحات والمكاسب روت الحديث وخاضت الحروب ودربت الأبطال وبذلت المال ودعت إلى الله عز وجل وضحت في سبيل نشر هذا الدين بما لا يخطر على البال حيث باتت الليالي ذوات العدد لا توقد في بيتها نار وأطفالها يتضاغون من الجوع ما يجد احدهم ما يأكله وهي صابرة محتسبة فما بالنا اليوم نعزلها كما تعزل حرباء الإبل ونحرمها من حق التعبير وإبداء الرأي والإسهام في صناعة القرار وننظر إليها بعين الخفة والاستهتار ونجعلها نكرة بعد أن كانت معرفة وضميرا بعد أن كانت اسما ظاهرا ولعل قول الشاعر قد دل علينا. قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم أبو العلاء الشنقيطي - المدينة المنورة