جامعة الأميرة نورة تجربة رائدة وخطوة موفقة وقرار إنشائها وإيجادها كان حكيما، تلك الجامعة وُجدت لتكون ركيزة من ركائز العلم والمعرفة، أوجدت لتكون منهلا علمياًا لفتيات الوطن، ورافدا من روافد العطاء لدفع عجلة التنمية في البلاد فها هي الجامعة اليوم تقف كيانا شامخا وشاهدا على ما يحمله ملك الإصلاح ورجل الخير الرجل ذو النظرة الثاقبة والرؤية البعيدة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبنات الوطن، وكلنا فخر حين نسمع ونقرأ أن الجامعة تدار بأكاديميات سعوديات وكادر إداري وعاملات وحتى سائقات القطار داخل حرم الجامعة هن من بنات الوطن، ولم تقف عجلة التعليم أو تتأثر الإدارات داخل الجامعة لعدم وجود عنصر ذكوري وهذا بحد ذاته دليل على ما وصلت إليه الأنثى عامة والمرأة السعودية خاصة، فهي قادرة على العطاء وتحمل المسؤولية التامة فلا ينقصها علم ولا تفتقر للدراية بل هي حاضرة في كل ما من شأنه رفعة بلادها وعزتها، واستطاعت أن تبرهن لكل مشكك أنها ركيزة في بناء الوطن ورافد من روافد النماء، أوكلت مهام جامعة نورة من الألف إلى الياء للمرأة السعودية فنجحت وسيستمر نجاحها.. وإيمانا منّا بما تحظى به المرأة السعودية من احترام وما وصلت إليه من علم في شتى نواحي العلوم واستنادا على ما توليه الحكومة الرشيدة من اهتمام بالمرأة، نأمل أن نرى وعلى غرار جامعة نورة صرحا طبيا نسائيا.. أي بمعنى أصح إيجاد مستشفيات نسائية 100%... ولم لا؟! فالمرأة السعودية لا تنقصها القدرة ولا العلم ففي مجال الطب خاصة أثبتت وعبر السنوات الأخيرة مدى براعتها في هذا المجال الإنساني الكبير، أضف إلى ذلك تزايد أعداد الخريجات من المعاهد والكليات الصحية ويقبعن في بيوتهن دون عمل فيما يزاحمها الشاب على الوظيفة، ونعلم يقينا أن مهنة التمريض والتطبيب مهنة تجيدها الفتاة، وبرغم وجود الرغبة الشديدة من قبل بعض الفتيات للعمل في القطاع الصحي إلا أن هناك عزوفا في ظل الوضع الراهن لبيئة العمل، فتركيبة مجتمعنا المحافظة يرفض سوادها الأعظم وجود الفتاة في بيئة عمل مختلطة مما يعني العزوف عن المهنة من بعضهن أو من أوليائهن.. وإن لم تبد الأسباب، فهي جلية لا تحتاج للتنقيب، منها على سبيل المثال نظرة المجتمع لها، والتي أحطت بظلالها السلبية على الفتاة العاملة بالقطاع الصحي، حتى سجلت بعض الدراسات تزايدا في حالات العنوسة في مجتمع الممرضات، وذلك لمبيتها خارج البيت بحكم العمل بنظام الورديات والاختلاط، وفي هذه الدراسة دلالة واضحة على النظرة الحقيقية لعمل الفتاة السعودية في التمريض، وهي نظرة ناتجة من طبيعة المجتمع الذي يرفض أكثر أفراده هذه المهنة لبناته.. رئيسة المجلس العلمي للتمريض بالهيئة السعودية للتخصصات الطبية الدكتورة صباح أبوزنادة في حديث سابق لها قدرت أن نسبة التسرب الوظيفي لدى قطاع التمريض من الممرضات السعوديات وصل إلى 50%. عليه وإذا ما أردنا أن نُحقق أمنا وظيفيا للعاملات بالقطاع الصحي وإقبالا متزايدا وعطاءً بلا حدود منهن أن نوفر لهن بيئة عمل آمنة، ولا يتحقق ذلك إلا بإيجاد مستشفيات نسائية تديرها وتعمل بها فتيات سعوديات، حتما ستتحقق مكاسب جمة منها توفير فرص عمل متزايدة للفتيات ما يعين على دفع عجلة التنمية. ياسر أحمد اليوبي - جدة