ثورة الإعلام الجديد أغرت الكثير من الشباب بالتوجه لها وبوسائلها المتنوعة من أجل تقديم أفكارهم والتعبير عن أحلامهم التي يريدونها تتجسّد على أرض الواقع، وهذا ما فعله شابان سعوديان إيمانًا منهما بأهمية الإعلام الجديد ودروه الفاعل. فمن خشبة المسرح إلى «اليوتيوب»، مستغلين الطفرة الإعلامية الجديدة على الشبكة العنكبوتية، يقدم الشابين عمار ومحمود برنامجهما الذي اختارا له عنوان «الفئة الفالة»، ليشاركا في البرامج اليوتيوبية، وبحرف واحد فقط غيّرا مؤسسي البرنامج المصطلح السلبي لهذا العنوان إلى إيجابي وترفيهي، لتكون البداية من العنوان إلى تغيير شامل ومحاكاة لهموم الناس بنمط كوميدي، مختارين طريق الإعلام الجديد لصعوبة عرض أعمالهم على الإعلام التقليدي -بحسب تعبيرهما-. ويذكر عمار ل»الأربعاء» بأن القيود كانت أحد العوامل التي جعلتهما يتجهان للإعلام الجديد ويستمران فيه خاصة وأن الاجراءات في الإعلام التقليدي معقدة وتأخذ فترة زمنية طويلة تطفئ شعلة الحماس وأهمية القضية والفكرة المطروحة فالزمن عامل مهم في برنامجهما. وأوضح عمار أن هنالك فريق عمل من الشباب يعمل معهما في تحقيق أهداف البرنامج فهنالك 5 من الكتّاب الأساسيين للحلقات والتي يطرحوا فيها قضايا اجتماعية بطريقة كوميدية غير مملة خاصة وأن هذا العصر يحمل الكثير من المشاكل والأزمات التي باتت تؤرق الناس مما يستدعي إعداد برنامجهم بطريقة قريبة من القلب ومحبّبة للنفس ليرى فيها المشاهد حلولًا بسيطة وليست جذرية. ويشير عمار إلى أنهم في الفترة الأخيرة حققوا جزءا هامًا من هدفهم وهو إيصال صوت المواطن البسيط للمسئولين حيث وجدوا التجاوب من بعض الجهات ومنهم من فتح لهم الباب وسيتفاجئ المشاهدين بشخصيات مسئولة تجاوبت معهم. ويضيف عمار بأن وصفهم للبرنامج بأنه «هادف وغير هادف!» كان يُقصد بالغير هادف الجوانب التي طغت عليها الترفيه كمشهد كرة النار في الحلقة الأولى مؤكدًا بأن برنامجهم اجتماعي بعيد عن السياسة ونعتمد فيه على المشاهد التمثيلية كونها الأساس بالإضافة إلى مقطع الاستديو الذي يوضح للمشاهد فكرة الحلقة وكذلك أغاني الراب. وعن ما إذا كانت هنالك جهات تدعم البرنامج، يذكر عمار بأن هنالك بعض الرعايات من بعض الشركات المعلنة إلا أنها لا تغطي مصاريف البرنامج ولذلك مازال هنالك تمويل ذاتي بهدف اظهار البرنامج في أفضل صورة، وبرغم من أنهم لم ينتهوا من العام الأول إلا أن البرنامج حقق متابعة جيدة، وهم حريصون على شكر الجمهور المتابع بطريقتهم الخاصة من خلال المسابقات والجوائز المقدمة، كما أنهم يقدمون الحلقات بشكل متتابع بحيث لا يزيد الفاصل الزمني ما بين الحلقات عن 3 اسابيع، كما انهم تميّزوا بالتنوّع في الحلقة الواحدة باستخدام أكثر من طريقة لفكرة محددة، وهو ما يجذب أكبر فئة من المتابعين، مؤكدًا بأن حرية الطرح في الإعلام الجديد ليس معناه العمل بدون حدود. من جهة اخرى يذكر محمود بأن تجربته في الإعلام الجديد أضافت له الكثير فقد وجده عالمًا مختلفًا وليس بالبسيط مثل ما كان يعتقد. وعن تجربته في مجال الإخراج فهو مخرج أيضًا للبرنامج، قال بأن الإخراج من الأمور الصعبة وتحتاج إلى مجهود، مشيرًا إلى أن معهما الكثير من الجنود المجهولين في البرنامج والذين يعملون بجد. وعن ما إذا كان لهم نية في تقديم وطرح برامج أخرى، قال محمود: لدينا فكرة إنتاج وتقديم برامج أخرى جدية بعيدة عن الكوميديا ولكن بمقدمين وممثلين آخرين وسنعمل على هذه الفكرة لكي تظهر مستقبلاً. وعن أبرز الانتقادات التي وُجهت لبرنامجهما (الفئة الفالة)، يذكر كلا من عمار ومحمود بأنهما واجها رفضًا من البعض في ظهور المرأة في البرنامج برغم من أن ظهورها هو تجسيد لحاله وإيصال الفكرة التي يعتمد عليها المشهد ويحرصا على ظهورها بالشكل الذي يحفظ كرامتها، كما أنهما يشترطان على الممثلة الحجاب، ويضيفان بأن للمرأة مشاكل اجتماعية كما للرجل ولابد من إيصال صوتها وعدم تهميشها. ويؤكد عمار ومحمود انهما يقدمان برنامجًا هادفًا ولا يثير الشهوات، وهما في البرنامج يعملان على أن يكونا عنصرين فاعلين يخدم المجتمع وهذا يتجسّد في حلقاتهما المطروحة.