قال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم ومبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما السابق في الشرق الأوسط دنيس روس إنه من الممكن كسر حالة الجمود الراهن في عملية السلام، إذا ما غير الإسرائيليون الحقائق على أرض الواقع، وفيما لو أثبت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض أن هدفهم هو التوصل إلى عملية يمكنها أن تؤدي إلى إنهاء الاحتلال. ورد في مقاله الذي نشرته «واشنطن بوست» على السؤال ما الذي يمكن أن يثبت للفلسطينيين أن إسرائيل ستنهي احتلالها للضفة، أجاب بأنه يمكن إثبات ذلك بسهولة فيما لو أعادت إسرائيل للفلسطينيين الإشراف الأمني والمدني الكامل على المنطقة (أ) التي تشكل 18% من مساحة الضفة الغربية وتشمل المدن الفلسطينية الكبرى، وهو ما نصت عليه اتفاقية أوسلو، لكنها تنصلت من الاتفاق مع اندلاع انتفاضة عام 2000 ، واستمرت في تسيير دورياتها في مدن الضفة حتى بعد توقف الانتفاضة، ونجاح السلطة الفلسطينية في ضبط الأمن في تلك المدن. أما فيما يتعلق بالمنطقة (ب)، فأوضح روس أنه يمكن إثبات ذلك فيما لو قللت إسرائيل من قبضتها على المنطقة (ب) التي تشمل 22% من أراضي الضفة من خلال زيادة عدد مراكز الشرطة الفلسطينية وتوسيع دائرة الإشراف الأمني الفلسطيني فيها. أما ما يتعلق بالمنطقة (سي) التي تشكل حوالي 60% من أراضي الضفة والتي تقع تحت الإشراف الإسرائيلي الأمني والمدني التام، فرأى روس أنه لا يوجد أي سبب عملي يحول بين ممارسة الفلسطينيين لأنشطتهم الاقتصادية في تلك المنطقة، حيث يبدو من الواضح أن ذلك سيزيد من فرص إيجاد وظائف جديدة للفلسطينيين وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني ككل. وتوصل روس إلى أن تخاذ إسرائيل لمثل تلك الإجراءات من شأنه أن يقابل بالترحيب من قبل المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما أنها لم تكلف إسرائيل شيئًا ودون أن تغير من الوضع السياسي أو تعرض الأمن الإسرائيلي للمخاطر. واعتبر روس أن عباس مقتنع بأن حكومة نتياهو لا تسعى إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وهو ما يجعله يضع شروطه الخاصة، فيما يرى نتنياهو أن تلك الشروط قاسية وغير مسبوقة، وهو لذلك لا يريد أن يدفع ثمنا سياسيا باهظا من أجل الدخول في المحادثات، لكن بالرغم من ذلك كله، وبالرغم من الضغوط السياسية الداخلية التي يتعرض لها الطرفان، إلا أنه لا ينبغي الاستسلام لليأس والقبول بحالة الجمود، لاسيما وأن أولئك الذين يرفضون السلام سيسلكون أي طريق لتحدي فكرة الدولتين. واعتبر روس أن حكومة نتنياهو تدعم حماس بطريق غير مباشر ضاربًا المثل على ذلك صفقة التبادل التي تمت مؤخرًا، حيث أفرجت حماس عن الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط في مقابل حوالي 1000 أسير فلسطيني، وهو ما اعتبرته حماس نصرًا لها معطية الدليل على أن العنف أدى إلى هذا الانتصار، فيما لم تقدم إسرائيل شيئًا لعباس وفياض اللذين ينبذان العنف ويؤمنان بالتعايش، لا على صعيد إطلاق أسرى، أو انسحاب إسرائيلي، أو حتى التقليل من السيطرة.