كنت متابعًا لمقالات أتت تباعًا للكاتب فهد خصيوي العمري في هذه الصحيفة الغراء صفحة «منتدى القراء» تحت عنوان: (الانتماء الحقيقي).. وأريد أن أقول بصراحة متناهية: إنها مقالات رائعة تستحق الإشادة والمتابعة، لما للوطن الذي نعيش فيه من أهمية بالغة في نفوسنا، فهو البلد الذي نفترش أرضه ونستظل بسمائه، وننعم بخيراته، وهذه الأهمية الكبيرة يجب ترسيخها لدى جميع فئات الشعب كبيره وصغيره، رجاله ونساءه، أطفاله ومقيميه، وأنا لدي رؤية تجاه هذا الموضوع الهام فيجب تجسيد الانتماء من البذرة الأولى في المجتمع وهي الأسرة، فإذا عرفت الأسرة أهمية الانتماء للوطن وكذلك عرف الجيران والأقارب والقبيلة والمجتمع كاملًا هذه الأهمية فقد يتحقق الهدف لأن العلاقة بالوطن ليست علاقة مؤقتة ولا عابرة وقصيرة، بل هي علاقة أزلية والانتماء الأكبر للدين لأن العقيدة الإسلامية هي التي ينبثق منها البناء والتعمير الحقيقي للوطن، وبناؤه وتعميره يقع على عواتق مواطنيه حيث إن بلدنا المملكة العربية السعودية شرفه الله بخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله والزائرين لمسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وهو يحكم شرع الله، فالانتماء لهذا البلد غير، وإذا عرف كل مواطن ومواطنة أنه مسؤول عن هذا الوطن وأن المواطنة ليست شعارًا مجردًا عن حقائق ووقائع الحياة. وإنما هي منظومة قيمية ودينية وادارية وسياسية واقتصادية وثقافية.. تتجه بكل إمكاناتها لمنح المواطن كل حقوقه، وتحفزه للالتزام بكل واجباته ومسؤولياته المناطة به.. فالمواطنة مرتبطة بالمشاركة الفعلية في الحياة العامة ومشكلات المجتمع بين المواطن والدولة أو الحكومة التي تدير هذا الكيان والوطن نعمة من الله عز وجل على الفرد والمجتمع، فالانتماء للوطن إنما هو معزز للانتماء الإسلامي الذي هو الدائرة الكبرى كوطن أكبر للمسلمين. ومن إحسان الانتماء للوطن تنشئة الأفراد على المحبة والألفة والتماسك بينهم ويمكن أن يتم هذا في إطار الخلية الأولى للمجتمع كما ذكرت أعلاه، وهي الأسرة التي اهتم بها الدين الإسلامي أيّما اهتمام، وأوضح أنه من لا خير فيه لأهله فلن يكون فيه خير لوطنه، وأن من لم يتعوّد القيام بواجب الانتماء - بعد الإسلام- لأسرته، لأبيه وأمه، فلن يرجى منه القيام بالانتماء لوطنه الذي يعيش فيه وينعم من خيراته، وبما أن المواطنة حب للإنسان والأرض والقيم فما تطرق له الأستاذ فهد العمري يصب في تلك المفاهيم، ولو عرف كل مواطن دوره الذي ينبغي أن يقوم به وأخلص العمل لوجه الله سبحانه وتعالى يكتمل معنى المواطنة. أسأل الله عز وجل أن يحمي وطننا الغالي من كيد الكائدين، ويعزنا بالإسلام ويعز ولاة أمرنا الذين حكموا الشريعة الإسلامية وجعلوا الإسلام منهج حياة ودستور وطن، ورفعوا علم وطننا خفاقا متوجًا بكلمة الحق (لا إله إلا الله محمد رسول الله).. هذا ما أردت إيضاحه، والله من وراء القصد. عبدالمطلوب مبارك البدراني - وادي الفرع