بماذا يفكِّرُ القاتلُ حين يضغطُ بسبّابته على زناد مسدسه؟! بماذا يفكّر المسدّسُ.. وهو يُفرِغُ من جوفه نيرانَ رصاصته صوبَ مجهولٍ ما؟! بماذا تفكِّرُ الرصاصةُ وهي توثِّقُ اللحظةَ.. ما بين انعتاقها مِن فوَّهةِ المسدّسِ.. وترقُّبِ جسدِ الضحيّة؟! بماذا تفكِّرُ اللحظةُ وهي تمارسُ دورَ الوسيطِ المجهولِ بين الرصاصةِ.. والضحيّة؟! بماذا تفكِّرُ الضحيَّةُ حين تتوقَّفُ الروحِ عن تأمُّلِ المسافةِ ما بين هُوَّتينِ مُُظلِمتينْ بينما تُضئُ الرَصاصةُ ما بينهما مِن صمتْ ! وأنا .. ما الذي يمكن أن أفكِّر فيه الآنْ.. بينما أفكِّرُ بكلِّ ما يفكّر فيه الآخرونْ؟!