من مقالة سابقة للدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل نشرت في الاقتصادية في 3 محرم الحالي بعنوان (من سليمان الراجحي إلى وزير العمل) استعرض فيها إنجازات الشيخ سليمان الراجحي ليس فقط في تزويد السوق السعودي ب550 ألف دجاجة يوميًا وهناك توسعات ليصل الإنتاج إلى مليونين يوميا إن شاء الله بل احتضان مشروع الشيخ سليمان الراجحي لنساء سعوديات يعملن في خطوط إنتاج الدواجن والمخطط إلى أن تصل أعدادهن إلى 900 امرأة إن شاء الله في نهاية التوسعات القادمة لديهم. واستعرض ما ذكره الشيخ الراجحي لهم انه (جاء للمشروع رجل فقير من قرية قريبة من المشروع وهي قرية القصيبة بعد أن سمع أن المشروع يوظف النساء، جاء طالبًا مقابلة مدير المشروع وشرح له ظروف العائلة بأنها من خمس بنات وأمهن وهم يعيشون على الضمان الاجتماعي بدخل نحو 2000 ريال فقط.. وأن بناته لهن الرغبة في العمل بالمشروع لقربه من قريتهم ولما علم الشيخ سليمان عمّد الإدارة بتوظيفهن على أن يدبر لهن محرما يوصلهن في الباص المخصص، فعرض الأب استعداده لأن يوصلهن يوميًا للعمل ويعود بهن في المساء بسيارته القديمة محاولًا تسهيل الأمر لمدير المشروع. وما كان من مدير المشروع إلا أن يستجيب للطلب وبالفعل تم توظيفهن وعندما علم الشيخ سليمان بهذه القصة سأل عن الأب وطلب توظيفه هو أيضًا كسائق بالمشروع لأنه سيأتي في الصباح ويعود بالمساء وبإمكان المشروع الاستفادة من خدماته خلال اليوم وكانت سعادة الأب كبيرة وتم توظيف الأب والبنات الخمس وضمن الجميع دخلًا مقاربًا ل 20 ألف ريال شهريًا للعائلة بعد أن كانوا يعيشون على ألفي ريال من الضمان.. هذا مع العلم أنهم يستفيدون ولأول مرة في حياتهم من التأمين الصحي والتأمينات الاجتماعية ومزايا نظام العمل للعامل). إن ما ذكره الدكتور الزامل وتعليقاته حول توطين الوظائف سواء في هذا المقال أو سواه من مقالاته التي لو وجدت مخلصًا يقوم بتنفيذها لكنا تقدمنا خطوات سريعة لتوطين الوظائف (واقعًا وليس مشاريع لا ينفذ منها إلا النادر المحاط بالصعوبات والتقليل من كفاءة الشباب السعودي!!) يؤكد أن المخلصين من أبناء هذا الوطن الذين يشرفون على مشاريعهم بأنفسهم ولا يتركونها بضاعة رابحة للعديد من غير السعوديين المتمتعين بالأرباح والمكانات الوظيفية والمرتبات الكبيرة بخلاف المكافئات الخ ممن حاليًا يمثلون مساحات من خريطة العمل في الوطن. واثق إن لدى وزارة العمل عشرات الشكاوى أو القصص عن المعوقات التي يضعها هؤلاء المنفذين أمام إدراج الشباب السعودي في هذه المؤسسات التجارية ونعتهم المستمر بأنهم (غير كفؤ)!! بين يدي مشكلة أخرى تعاني منها بعض بناتنا العملات في إحدى الشركات التي يشرف عليها بعض الحاصلين على الجنسية السعودية، في إحدى المدن التي تستدرجهن للتوقيع على العقود وبمرتبات متدنية ورغم موافقة هؤلاء بهذه المرتبات!! إلا أنهن يفاجأن بأن مهماتهن الوظيفية تتغير بل وأماكن العمل تتغير إلى مناطق بعيدة جدا لا تعترض عليها هؤلاء الموظفات ولكن الاعتراض على الدخول المستمر للمدير عليهن!! وتناوله الإفطار مع المديرة التنفيذية!! رغم أن التوصيف الوظيفي كان خاصا بإشراف نساء عليهن وليس (الذكور)!! فمن المسؤول عن هذه المعوقات والامتهان لمحتوى هذه العقود؟؟ هل وزارة العمل لديها علم بهذه التجاوزات؟؟ حسب علمي أن هؤلاء الموظفات تقدمن بالشكوى إلى الجهة المسؤولة عن هذا في الوزارة ولكن لا جديد في هذه المشكلات وأتساءل هل هناك تواطؤ بين البعض من هؤلاء في الجهة المسؤولة ومن يدير الشركة؟؟ أنا لا اتهم ولكن أتساءل فقط!! خصوصًا أن إحدى بناتنا الفتيات عند تقدمها بطلب الحصول على وظيفة وتم تعبئة المعلومات وتابع معها احدهم ممن ينتمي إلى وزارة العمل، وعرض عليها عدة وظائف بمرتبات لا بأس بها لكنها عندما تساءلت عن طلبها أن لا يكون هناك (اختلاط) أجابها بالموافقة فهو حسب حديثه معها ومع والدتها انه مجرد وسيط يوفق بين طلبات التوظيف وما هو متاح في المؤسسات والشركات. ولكن فوجئت هذه الفتاة انه يطلب منها الخروج معه مكافأة له على توفيره وظيفة لها!! فهل هذا هو المسار الشرعي لتوظيف النساء في مجتمعي؟؟ ** قارنوا بين الدور الشريف الذي ينفذه الشيخ سليمان الراجحي على مستوى توظيف الفتيات وتوفير التأمين الصحي والتأمينات الاجتماعية ومزايا نظام العمل للعامل لهن، وبين أمثال هؤلاء الذين يتعمدون امتهان من تعمل لديهم من فتياتنا كي يجبروهن على ترك العمل فيسقط حقهن في التأمينات أو المرتبات خصوصا إذا كانت الشركة أو المؤسسة مستفيدة من الصندوق الخاص بتوفير مرتبات للسعوديين لمدة عامين وفق شروط معينة. *** اعتقد أننا في حاجة ماسة لإعادة النظر في كيفية محاسبة أمثال هؤلاء، وبالمقابل نوجه الشكر والتقدير للشيخ سليمان الراجحي وأمثاله من المخلصين من أبناء الوطن. **** اتكاءة الحرف: هناك موقع مهم وذكي على شبكة الانترنت (بورصة الوعود السعودية) يقوم برصد أي وعد لأي وزير أو مسؤول سعودي في أي وسيلة إعلام موثقة ومن ثم وضع عدّاد لهذا الوعد حتى التاريخ الذي حدده المسؤول وعند عدم الوفاء فإن العدّاد يبدأ بالعد من جديد لاحتساب كم فات من الوقت على عدم إنجاز هذا الوعد وعند الإنجاز يتوقف العدّاد.!! يقول صاحب الموقع: (هذه البورصة هي ذاكرتنا أمام هذا الكم من الوعود غير المنجزة. عندما أفترض أن هذه الوعود هي ملكنا نحن المواطنين السعوديين.. ولأننا لا نمتلك سوى هذه الوعود فلنتمسك بها جيدًا)!!. سؤالي هو: هل سنستمر نتمسك بها حتى في حالة عدم تنفيذها؟؟ أكاديمية وكاتبة [email protected]