تتجه "دواجن الوطنية" إلى توظيف 3 آلاف سعودي وسعودية خلال 5 أعوام. وقال رئيسها التنفيذي محمد بن سليمان الراجحي إن تجربة تشغيل السعوديات في مجال الدواجن أثبتت نجاحها باعتبار أن المرأة هي الأكثر دراية بمتطلبات التغذية الصحيحة نظراً لفطرتها الطبيعية، مما شجع الشركة على الإعلان منذ فترة عن حاجتها لشغل 2000 وظيفة لديها بالعنصر النسائي السعودي في مختلف أقسام مشروع الدواجن الخاص بها في القصيم. وأكد الراجحي في تصريح خاص إلى "الوطن" أن "دواجن الوطنية" تستأثر بنصيب أوفر من المساهمة في توظيف الشباب في مشاريعها الصناعية، وبخاصة العنصر النسائي، حيث إنها تعد أول شركة دواجن سعودية تضيف العنصر النسائي في خطوط إنتاج الدواجن، بهدف تمكين المرأة من العمل وفق الضوابط الشرعية، حيث وظفت الشركة ما يقارب من 550 فتاة سعودية حتى الآن في قسم المصنعات والمسالخ والبياض. وتوقع الراجحي أن يتم إحلال خطوط إنتاج بالكامل في مشروع دواجن الوطنية بالعنصر النسائي خلال الفترة المقبلة، إذ تعمل الشركة حاليا على استقبال طلبات التوظيف في مختلف خطوط الإنتاج ومصنِّعات الدواجن وبعض الأقسام. ويرى أن التوجه نحو العنصر النسائي من السعوديات اللاتي أثبتن مهارتهن من خلال تجربة ناجحة في دواجن الوطنية أعطت مؤشرات متميزة في الإنتاج، لافتاً إلى أن ما تقوم به الشركة تجاه توظيف الفتيات السعوديات يتم وفقاً لبرامج محددة وواضحة، فيما تعمل الفتيات السعوديات في مواقع مفصولة تماماً عن الرجال، بما يوفر لهن الخصوصية التامة في العمل، ويدخل ذلك ضمن برامج تعمل عليها دواجن الوطنية في الفترة الأخيرة لتقديم واجب وطني نحو المجتمع السعودي، وكذلك لكفاءة اليد العاملة السعودية التي أثبتت تميُّزها في مختلف الأعمال التي يعمل بها السعوديون. وأوضح الراجحي أن بيئة العمل في دواجن الوطنية تتميز بالخصوصية بالنسبة للنساء وأن أقسامهن مفصولة تماماً عن الرجال مما يعطي الموظفة حرية العمل والحركة بدون أي قيود، بالإضافة إلى توفير المواصلات من وإلى منزل الموظفات لنقلهن لمقر العمل، مبيناً أن الشركة وفرت ممرضة وطبيبة لمعالجة أي حالات أو إصابات، فضلاً عن العديد من المزايا الوظيفية الأخرى، منها عدم اشتراط وجود معايير خاصة في المتقدمات للعمل سوى أن تكون سعودية، ولديها الرغبة والجدية في العمل. وأشار الراجحي في تصريحه إلى أن التوجه نحو توطين الوظائف دفع "دواجن الوطنية"، وهي أكبر مشروع دواجن في الشرق الأوسط، إلى توقيع اتفاقية مع مؤسسة التدريب التقني والمهني، لإيجاد معهد متخصص في صناعة الدواجن وتربيتها والصناعات القائمة عليها ليكون بمثابة المرشد والدليل المؤهل للشباب السعودي من الجنسين لتقلد مهامه الوطنية في المساهمة في بناء بلده من خلال الانخراط في المهن الصناعية، التي تعمل على زيادة مساهمة المملكة في الناتج القومي والإقليمي في القطاع الغذائي، مبيناً أن المعهد يهدف إلى تخريج جيل ملم بعمل شركات الدواجن، بحيث يخدم الشركة وغيرها من الشركات الوطنية. وأكد الراجحي أن المعهد يقوم على عدة فرضيات أهمها ضمان الوظيفة لكل طالب وطالبة بعد التخرج، وقيامه بدور المصدر المسؤول عن توظيف جميع احتياجات دواجن الوطنية بصفة خاصة، وكذلك للشركات الخاصة برجل الأعمال الشيخ سليمان الراجحي بصفة عامة، فيما يمتاز المعهد بالمرونة، وقابلية التغيير للتوافق مع متطلبات، واحتياجات سوق العمل المختلفة، مضيفا أنه تقرر أن تكون منطقة القصيم هي المقر الرئيس للمعهد، كما جرى الاتفاق على أن يتولى مهام التدريس فيه نخبة من الكوادر القادمة من بيوت الخبرة العالمية، فيما سيمنح المعهد لطلابه العديد من الشهادات العلمية وفقاً للمدخلات المبنية على سوق العمل، ويتوقع له أن يوظف في السنوات الخمس القادمة ما يتراوح بين ألفين إلى ثلاثة آلاف وظيفة. وأضاف الراجحي أن الدراسة في المعهد تبنى على تدريس مواد خاصة بالدواجن والصناعات الخاصة بها، بما يشبه دراسة متكاملة لتلك المجالات، فيما ستطرح من خلال الدراسة أيضاً العديد من البرامج التي تخدم صناعة الدواجن سواء بشكل مباشر مثل العلف والصحة والتربية والفقاسات والتسمين، وغيرها، أو بشكل غير مباشر مثل الشؤون المالية والهندسية والإدارية. وأوضح أن المعهد يشكل أحد الروافد المهمة على صعيد التدريب المهني لمن ينوون العمل في مجال الثروة الداجنة، من الشباب والفتيات، وأنه يفتح باباً كبيراً نحو توظيف السعوديين من الجنسين في مهن مازال بعضها حكراً على العمالة الوافدة، مما يعني أنه الخطوة الأولى نحو التوظيف المنهجي، المبني على الحقائق العلمية والتقنية الحديثة، والتي يجب أن تسبق الحديث عن التوظيف باعتباره الأساس الذي تبنى عليه جهود حل مشكلة البطالة في المملكة.