بدت المعاناة واضحة على وجوه الأهالي حين تواجدت «المدينة» بحي الهنداوية من المنطقة الواقعة يمينا من كوبري الملك خالد ومنطقة البلد وشارع قابل بجدة وذلك من جراء مياه الصرف الصحي الملوثة التي انتشرت في المنطقة لتنشر حولها الروائح الكريهة والحشرات وتتجمع النفايات، على الرغم من تواجد وايتات الشفط التابعة لشركة المياه الوطنية يوميا لشفطها على حد قولهم، إلا أنها تعود مجددا بعد ساعات، مما يشير إلى مشكلة مزمنة تحتاج لحل جذري. وقال عبدربه الميمني: يوميا ونحن نستيقظ ونصلي ونصوم ونذهب ونجيئ وسط تواجد هذه المياه وخبثها، فالطفوحات تطال كل أنحاء حي الهنداوية وتمتد إلى جيراننا بحي الثعالبة بكثافة تزعج الجميع، خصوصا أن الضرر لم يعد يقتصر على الرائحة والأوساخ فحسب، بل تجاوز إلى الضرر بالممتلكات مع تآكل الطبقة الإسفلتية للشوارع المحيطة بالأحياء، وبذلك أصبحت السيارات تقع بحفر متفاوتة الأحجام وترتطم أجزاؤها السفلية بالأرض وتواجه الحصى والمياه. أما عبدالملك باحمدان فلم يجد تعبيرًا ملائمًا لأوضاعهم مع التلوث سوى قوله: «خليها على الله» في إشارة إلى يأسه من أن تقوم الجهات المسؤولة بأي إجراء ينقذهم من تلك المياه، ويستأصل منابعها تماما. وعند الحديث معه قال: تحدثنا إلى شركة المياه الوطنية مرارا ولكن دون فائدة تذكر، فأقصى ما يقومون به هو إرسال سياراتهم لشفط المياه التي ما تلبث أن تعود بكثافة بعد ساعات قليلة. وطالب عثمان آدم برصد وتصوير المشهد جيدًا لعرضه وإيصاله للمسؤولين، متمنيا أن يكون في ذلك بداية للعلاج، حيث قال: منذ عام ونحن على هذا الحال، مؤكدا أن المشهد ليس جديدًا وأن مشكلتهم لا تخفى على أحد. رأي شركة المياه ومن جانبها بررت شركة المياه مشكلة الأحياء الجنوبية لمحافظة جدة مع الطفوحات بصغر حجم خزانات المياه لديهم وصغر البيارات كذلك، فعندما يتم ضخ المياه الصالحة للخزانات تطفح مياه الصرف الصحي، فإذا اضطررنا لتقليل الضخ للسيطرة على الطفوحات يشتكي السكان من شح المياه، وهنا تقع الشركة في حيرة بين الأمرين. وذكر مدير وحدة أعمال المياه بجدة المهندس عبدالله العساف ل»المدينة» أن هناك آلية ستعمل للموازنة في ضخ المياه بتلك الأحياء في حين تتفاعل الشركة مع البلاغات أولا بأول بإرسال وايتات الشفط وفرق خاصة تباشر عملها في تجفيف الشوارع التي غمرتها مياه الصرف الصحي كإجراءات سريعة لتخفيف معاناة السكان على أن هناك مشروعات ستقتلع المشكلة من جذورها. وعن النفايات ذكرت مصادر بأمانة محافظة جدة أن عمليات رفع النفايات مستمرة بجميع أحياء جدة على حد سواء دون تمييز، إلا أن مياه المجاري الموجودة ببعض أحياء الجنوب تعيق حركة العاملين بالنظافة، بالإضافة إلى عدم تعاون بعض المواطنين والمقيمين برمي المخلفات في الطريق بشكل مستمر.