عندما جاءت القرارات الملكية السامية وتدفق نهر العطاء من يد راعي الخير والسخاء عندما لامس شغاف القلوب وابتهجت سرائر الشعب بحزمة الخيرات من يده الندية بالنبل والكرم ... فكان من بين تلك القرارات الملكية ما عرف ب ( اعانة الباحثين عن العمل ) بصرف مبلغ مقطوع لاولئك المثابرين كي تعينهم في سعيهم للبحث عن رزقهم وتعف ايديهم عن السؤال .. ولا يعلم معالي وزير العمل مدى الفرح والسعادة الغامرة التي سكنت قلوب الباحثين عن العمل بقرار الاعانة ولا يتصور معاليه كم كانت ساعات انتظارهم للحظة هي تاريخية في حياتهم عندما يجدون ما يعينهم على اعباء حياتهم حتى يمكن الله لهم امر رزقهم . بنيت الامال وسطرت الاحلام واقترب الباحثون عن عمل من املهم ودنت ساعة فرحهم فكانت المفاجأه ... (قررت الوزارة شروط الاستحقاق البالغ عددها 12 شرطا والتي يجب توفرها في المستفيد لاستحقاق إعانة البرنامج له ومن ضمنها أن يكون عمره ما بين 20 إلى 35 عاما ) لن اصف شعور من تجاوز عمره الخامسة والثلاثين بشهر او شهرين او حتى سنة ... طبعا سأترك لاصحاب القرار في وزارة العمل وعلى رأسهم معالي الوزير ان يتخيلوا ذلكم الشعور وذلك الاحساس وتلك الغصة التي سدت محاجرهم . لماذا نجد هناك من يعمل دائما على تكدير صفو الفرح ؟ ومن الذي عمل على ان ينغص – بقصد او بغير قصد - بهجة تلك الفئة والتي سوادها الاعظم من الشباب , الشباب هم ضمير الوطن هم حاضره المعاصر ومستقبله المشرق .. وعندما تشترط وزارة العمل وضع شرط تحديد الاعانة على الا يتجاوز عمر المستفيد 35 عاما فانها تبدد حلم مئات الالاف ممن تجاوز تلك السن .. واعباء الحياة اكثر واثقل على كاهل تلك المرحلة العمريه فتكون مسئوليات الانفاق فيها اكبر فهو بذلك يكون احوج للاعانة ,, الملك عبدالله حفظه الله عندما امر بصرف الاعانة لم يشترط مرحلة عمرية ولم يستثنِ باحثا واحدا عن عمل , بل كان رعاه الله واضحا في قراره جليا في امره سخيا في عطائه فكان امره دون استثناء , ولا ندري الى متى وبعض المسئولين لا يجيدون الا تفنيد القرارات كيفما اتفق , فتستثني وتضيف وتلغى حتى تفرغ القرار من مضامينه السليمة بوضع لمسات من الشروط التعجيزية , ان مثل تلك الشروط تجعل الشارع يرجع خطوات للخلف , وعجبي ما قرأته كملايين غيري وتناقلته وسائل الاعلام نقلا عن وزير العمل اذ قال الوزير عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك « بالنسبة للإخوة والأخوات غير المستحقين للإعانة المادية من الذين تفوق أعمارهم 35 عاما فأقول لكم هذه ليست نهاية الطريق فنحن معكم... وسنوفر لكم فرصة لتطوير الذات حيث ستستفيدون من دورات التدريب والتأهيل ) وسؤالي الا يعلم معاليه ان كثيرا ممن تجاوز ال 35 عاما وهو يبحث عن عمل قد امتلأ ملفه بشهادات الدورات ؟ فهم في غنى تام عن ذلك التطوير والتأهيل ,, هم بحاجة للاعانة التي امر بها الملك عبدالله ياسر احمد اليوبي - مستورة