بروحٍ متفائلة ومتحفّزة وخبرة ناقدٍ ومفكّرٍ تأمّل وواكب سنوات ما قبل الطفرة والطفرة وما بعدها. ولا زال مفعماً بالحيويّة والشّباب -أمَدّ الله في عمره- أطلق الدكتور عبدالله الغذامي فكرتهُ وحملتهُ الإنسانيّة في تويتر للمشاركة في حلّ أزمة الإسكان وذلك من خلال تحفيز النّاس ونشر ثقافة العطاء والتكافل والتواد وذلك من خلال روح العمل الخيري حاثّاً مُلاّك الأراضي وتجّار العقار إلى التبرع ببعض مما يملكونه، موضحاً أنّ ذلك من التكافل الديني والاجتماعي، وقبل ذلك كلّه الإنساني، وقد اختصر دكتورنا الجليل الفكرة من خلال خمس رسائل موجزة هي الآتي: * لمن أنعم الله عليهم بأراضٍ يملكونها، وهنّأهم بها أتمنّى عليهم المبادرة بالتبرّع بشيءٍ مما عندهم لمصلحة «مشاريع الإسكان». * لو تبرع الواحد منهم بأرض لأسْهَمَ في حلّ المشكلة.. وشَجّع غيره على عملٍ مماثل تتدافع فيه النفوس إلى الإحساس بالوازع الاجتماعي والتكافلي. * في الجوانح والنوائب رأينا الناس نساءً ورجالاً يهبّون بالتبرعات.. ومشكلة الإسكان مثلها فهل تهبّ نفوسنا لحلّ المشكلة كلٌّ بما يجود به من أرض؟! * الأراضي البيضاء المملوكة في وسط المدن كنزٌ كبير ولو تبرّع أهلها ببعض منها فسيكون في ذلك حلٌّ كبير وتنفيسٌ عظيم. * ذَكَرَ الأستاذ «عصام الزامل» المهتمّ بالشأن الاقتصادي والإسكان بوجهٍ خاص عن بعض تجّار الأراضي تخوّفهم من كراهيّة الناس لهم بسبب عقدة الأراضي وهذه فرصةٌ لتحفيزهم لعمل ما يحبّب الناس لهم. انتهى كلام الدكتور، وقد لاقت الفكرة إقبالاً وتأييداً منقطع النظير من قبل الشباب المتحفّز ونسبة كبيرة من الإعلاميين والأكاديميين - لا أخفيكم سرّاً لم أكُن متفائلاً كثيراً في البداية لكن روح الدكتور المتفائلة ومقدرته على التحفيز ومتابعته للفكرة أوّلاً بأوّل، إضافةً للتأييد الكبير الذي حَظيَت به.. أسعدني وأعادني إلى ضفّة التفاؤل والأمل من جديد، خصوصاً بعد أن بادر تاجران بالتبرّع ببعض ما يملكانهُ من أراضٍ في الساعة الأولى من بدء الحملة، ليتوالى الغيث في اليوم الثاني ويعلن الدكتور بأنه تلقى وعوداً ضخمة من عدد من رجال الأعمال بتبرعهم ببعض حصصهم من تراب هذا الوطن. خاتمة القول وزُبدته: في الغرب تبرّع «بيل قيتس» وأثرياء آخرون بنسبةٍ كبيرة من ثرواتهم لصالح المؤسسات والأعمال الخيريّة - فهل مِن (بيل قيتس) سعودي؟!.