دعا البيت الأبيض الجمعة، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي فورًا، محذرًا من أنه يتجه بالبلاد نحو «منحى خطير جدًّا». يأتي ذلك، فيما تعرض موكب تشييع القيادي الكردي المعارض مشعل تمو الذي اغتيل الجمعة لإطلاق نار في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا أمس، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة ثلاثة آخرين، كما أفاد ناشطون. وندد جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقتل المعارض الكردي مشعل تمو وكذلك ضرب ناشط سوري معروف، قائلا إن ذلك «يثبت مرة جديدة أن وعود نظام الأسد بالحوار والاصلاح فارغة». وقال إن «الولاياتالمتحدة تدين بشدة العنف الموجه ضد معارضين مسالمين أينما حصل وتتضامن مع شجاعة شعب سوريا الذي يستحق حقوقه العالمية». وأكد كارني في بيان أن «هجمات الجمعة تظهر آخر محاولات النظام السوري للقضاء على المعارضة السلمية داخل سوريا. على الرئيس الأسد التنحي الآن قبل أن يجر بلاده أبعد في هذا المنحى الخطر للغاية». وتابع كارني أن «الولاياتالمتحدة ستواصل محاولة حشد مواقف المجموعة الدولية لدعم التطلعات الديموقراطية للسوريين وستعمل من أجل الضغط على نظام الأسد مع حلفائها وشركائها». وقد اغتال مسلحون مجهولون في شمال شرق سوريا الجمعة المعارض الكردي البارز عضو المجلس الوطني السوري مشعل تمو. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تمو كان في زيارة لمنزل صديقه في شارع الكورنيش في القامشلي عندما وصل مسلحون على متن سيارة أمام المنزل ونادوه فخرج وأردوه أمام المنزل، كما أصابوا ابنه مارسيل بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى وهو في حالته حرجة. وأضاف أن إطلاق النار أسفر أيضا عن إصابة الناشطة زاهدة رشكيلو بجروح طفيفة. من جهة أخرى، تعرض النائب السابق المعارض رياض سيف لاعتداء بالضرب في دمشق نقل على إثره إلى المستشفى، بحسب لجان التنسيق المحلية. وكانت الخارجية الأمريكي اعتبرت في وقت سابق أن نظام الأسد يصعد من تكتيكه ضد المعارضة عبر شن هجمات في وضح النهار. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند للصحافيين «مما لا شك فيه أنه تصعيد في تكتيك النظام»، مضيفة «لقد أعلمنا سابقًا بحصول أعمال تعذيب وضرب وغيرها... ولكن ليس في وضح النهار وفي الشارع، وهو يحصل بهدف واضح هو الترهيب». في المقابل، رحبت نولاند بتصريحات الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف الذي قال للاسد الجمعة بأنه عليه إما القيام بإصلاحات أو الرحيل. وأضافت «هذا أمر إيجابي جدًّا. إلا أننا نريد أن نرى مزيدًا من البلدان تنضم إلينا ليس فقط لزيادة الضغط السياسي والكلامي على النظام بل أيضا للتضييق عليه اقتصاديًّا». وأوضحت «هناك المزيد من الخطوات التي يمكن أن تتخذها دول مثل روسيا لزيادة الضغط على الأسد». وكان مدفيديف صرح بعد ثلاثة أيام على استخدام روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين سوريا، إنه يريد أن يرى وقف قمع المتظاهرين بقدر ما تريد أوروبا والولاياتالمتحدة ذلك. لكنه عاد وأكد على مواقف روسيا السابقة بالقول إن أفضل شيء يمكن للغرب القيام به هو دعم الحوار وليس التدخل. وقال مدفيديف في تصريحات متلفزة إن «روسيا تريد مثلها مثل الدول الأخرى أن تنهي سوريا سفك الدماء، وتطالب القيادة السورية بتطبيق الإصلاحات الضرورية»، مؤكدًا أنه «إذا كانت القيادة السورية غير قادرة على تطبيق هذه الإصلاحات، عليها أن ترحل. ولكن هذا أمر لا يقرره الحلف الأطلسي أو أي دولة أوروبية منفردة، بل يقرره الشعب السوري والقيادة السورية».