ما زال أهالي ومشايخ القطيف يستنكرون الأحداث التي وقعت في بلدة العوامية، مؤكدين أنهم لن يكونوا أدوات لتنفيذ مخططات جهات ومرجعيات خارجية، ووصفوا من قاموا بهذا العمل ب «فئة قليلة» لا تمثل أهالي القطيف، بل شرذمة يجب ردعهم ليكونوا عبرة لغيرهم، لافتين في الوقت نفسه إلى وجوب تعاون الجميع مع رجال الأمن البواسل للقضاء على مثل هذه الأعمال المنبوذة. وشدّدوا على أن أبواب الدولة وكافة مسؤوليها مفتوحة للجميع وهم في خدمة الوطن والمواطنين. أسلوب همجي وصبياني فقد استنكر القاضي السابق وأحد أساتذة الحوزة العلمية في محافظة القطيف الشيخ محمد آل عبيدان ما حدث في العوامية، وأكد في تصريح ل «المدينة» أن ما حدث أمر لا يرضينا قطعًا، ولا ينبغي أن يكون التعاطي مع المواقف بهذا الأسلوب، فلا بد من إعمال العقل إذا كان الإنسان يريد أن يطالب بشيء، أو يريد أن يوصل رسالة إلى جهة مسوؤلة، فهناك قنوات معروفة ومسلوكة من قبل، يمكن للإنسان أن يتعاطى معها ويتواصل عبرها، أما ما حدث في العوامية فهو أسلوب همجي وصبياني لا ينم إلى الأخلاق ولا إلى الدين الإسلامي بصلة، فليست هذه أخلاقيات أبناء القطيف ولا مبادئهم، فمبادئ أهالي القطيف منذ القدم هي السلم والعقلانية والتعاطي مع المواقف بروح إيجابية وبروح تنموية حضارية، وما حدث يتنافى مع هذه الأمور تمامًا، وأنا من الأشخاص الذي يرفضونه رفضًا باتًا، وأتمنى أن يلتفت هؤلاء إلى الخطأ الذي وقعوا فيه، وان يراجعوا أنفسهم قبل أن يجرون الويلات لأنفسهم قبل غيرهم، وإذا كانت لهم مطالب كما يدعون، فهناك قنوات معروفة وأبواب مفتوحة مشرعة يمكن قصدها للوصول إلى ما يريدون. ووجه القاضي آل عبيدان رسالة إلى الشباب مثيري الشغب والفوضى قال فيها: (ما هكذا تكون الأمور، وبالمكان إيصال الأصوات إن كانت هناك مطالب عبر القنوات المتاحة والطرق الصحيحة، وينبغي أن يكون الشعب أكثر وعيًا بأن العنف غير مطلوب بأي شكل من الإشكال). وبين أن المملكة ذات سياسة حكيمة تعرف كيف تدير الأمور والعالم بأجمعه يشهد لنا بذلك. لا لاستغلال الشباب باسم الدين من جانبه قال عمدة جزيرة تاروت عبدالحليم آل كيدار: نحن لا نرضى بما حصل في بلدة العوامية، وجميع أهالي المحافظة الغيورين يجددون العهد والولاء والطاعة لله ثم للقيادة الرشيدة. وبين آل كيدار خطورة ما يتعرض له الشباب من تأثير أناس يرتدون لباس الدين وهم أبعد عن ذلك، مستغلين الدين لتحقيق مآرب غادرة وخائنة للأمانة والوطن، مشددًا في الوقت نفسه على دور الجهات الدعوية والإعلام في التحذير من هذه الفئة الضالة التي تستغل بعض الشباب باسم الدين. واستهجن ما يقوم به بعض الخارجين عن القانون من تخريب، قائلًا: إننا نعيش في بلد آمن يحكم بالشريعة الإسلامية، وهنا لا بد من التأكيد على أهمية دور الأسرة في حماية الناشئة والشباب من آفات الغلو والتطرف». أسلوب لا يرضينا أما القاضي الشيخى آل عبيدان فيقول: نحن لم نقطع عمليات التوجيه لهؤلاء الشباب، وكان لنا دور كبير من خلال خطب المساجد، وتم عقد لقاءات متواصلة مع شخصيات دينية متعددة من أجل الالتقاء بهؤلاء المغرر بهم، ومحاولة توضيح الصورة، وتغيير الفكرة وبيان أسلوب الحق الذي ينبغي أن يتبع والطريقة المثلى التي يتم التعاطي بها مع مثل هذه المواقف، لكن للأسف يبقى أن بعض هؤلاء شباب طائش قد لا يقبل كلمة من احد، وقد لا يعتني بأحد مع أن الكل يرفض هذا الأسلوب، فنحن لا يرضنا هذا الأسلوب، ونؤمل في أبناء القطيف أن يكونوا في أفضل صورة.