تتجه الأنظار اليوم إلى النجمين السعودي أسامة المولد والكويتي فهد العنزي، اذ يمثل الأول الثقل في الجانب السعودي كأكثر اللاعبين خبرة، واللتي ظهرت من خلال أدواره الفنية وقيادته للخط الخلفي السعودي باقتدار كبير، منح منتخب بلاده الوصول إلى النهائي الخليجي، وظل العنصر الثابت في خط الدفاع السعودي بعد أن تناوب على اللعب إلى جواره محمد عيد وكامل الموسى، وتحمل المولد عبء الهجمات خاصة في اللقاء الأخير أمام الإمارات حين ظل يتصدى لكافة العرضيات التي يجيدها المنتخب الإماراتي، ويسمى المولد بالمدافع الهداف، حيث يتقدم في المعتاد ويساهم في التسجيل خاصة عندما يكون المنتخب السعودي متأخرًا، وكذا الأمر في ناديه الاتحاد. ورقة رابحة وأبت غير مرة قدرته على قلب الموازين النتائجية حين يزج به المدربون إلى الأمام وخصوصًا في الكرات الثابتة والركنيات، وأثبت أنه الورقة الرابحة رغم وجوده في الخط الخلفي حين انتفع به المنتخب في اللقاء الأول في هذه الدورة حين سجّل الهدف الأول لجملة الأهداف السعودية في خليجي عدن أمام المنتخب اليمني في اللقاء الافتتاحي، ثم كرر دوره في اللقاء المهم والمفصلي أمام المنتخب القطري، حين تأخر السعودي في وقت قاتل، وكان للمولد دوره الأبرز في الكرة التي أوصلت الأخضر إلى نصف النهائي، رغم أنه ابتعد عن تشكيلة المنتخب السعودي للإصابة بهدف كان في مرمى المنتخب الإيراني في الجزء الأول من تصفيات كأس العالم في إيران، واليوم يعول عليه السعوديين لدعم حظوظ الأخضر لنيل اللقب الخليجي الرابع. وجه جديد وفي الجانب الآخر فرض لاعب المنتخب الكويتي فهد العنزي نفسه كأحد أبرز نجوم “خليجي 20” في اليمن، ويستحق أن يكون “ساحر الخليج” بعد الأداء الساحر الذي قدّمه في مباريات “الأزرق” وكانت له اليد الطولى في قيادة المنتخب إلى المباراة النهائية حيث يواجه نظيره السعودي. وفي المباريات الأربع التي خاضها المنتخب الكويتي، فاز على قطر 1-صفر وعلى اليمن 3-صفر وتعادل مع السعودية صفر-صفر وتخطى في نصف النهائي عقبة المنتخب العراقي 5-4 بركلات الترجح (2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي)، كان العنزي (22 عامًا) أحد مفاتيح “الازرق” وقدّم أداءً أبهر المراقبين من خلال انطلاقاته السريعة في الجهة اليمنى، ورشاقته في المراوغة وتمرير الكرات النموذجية إلى المهاجمين أو التسديد، كما أنه سجّل هدفًا ثمينًا في المرمى العراقي وكان هدف التعادل 2-2 قبل اللجوء الى ركلات الترجيح. شهادة ميلاد يمكن القول أن دورة “خليجي 20” هي شهادة الميلاد لهذا النجم المنطلق بقوة، وهو المرشح الأوفر حظًا للفوز بجائزة أفضل لاعب في الدورة. واذا ما كتب للمنتخب الكويتي التتويج باللقب اليوم للمرة العاشرة في تاريخه (رقم قياسي) فلا شك أن العنزي سيكون قد لعب دورًا محوريًا ومهمًا في إعادة الأزرق إلى الألقاب الخليجية للمرة الاولى منذ عام 1998، وسيعيد إلى الأذهان الجيل الذهبي الذي ضم النجوم جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وعيد العزيز العنبري وفتحي كميل وغيرهم. فاعلية هجومية وكان العنزي ساهم بفاعلية كبيرة في قيادة المنتخب الكويتي إلى الفوز بلقب كأس غرب آسيا الأخيرة التي أُقيمت في العاصمة الأردنية عمّان، وهي كانت الانطلاقة الحقيقية للعنزي اذ حصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة. وبعد بزوغ نجمه في سماء اليمن، انهالت العروض الاحترافية على العنزي من كل حدب وصوب وإن لم تحمل الصفة الرسمية حتى الآن، وكان العنزي صرّح بأنه تلقى عرضًا من النصر السعودي للانضمام إلى صفوفه خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل.