كنا في وقت مضى تأسرنا المسرحيات والطرائف والمسلسلات الفكاهية والمواقف التمثيلية التي تجبرنا على الضحك لكن جاء عصر وجيل وهموم تداهم الانسان بصورة قاتمة.. ولم يعد هذا العصر وهذا الجيل يعرف المرح والضحك إلا بشكل محدود وضئيل وأصبح الحزن والجدية سمة ملحوظة في كل شيء وأنعدم المرح الذي ينعكس إيجاباً على الأسرة والفرد والمجتمع وفي الحالة النفسية الجيدة للإنسان ولم يُعرف السبب هل هو العصر أم حالة الانسان أو جيل هذا الزمن كان الناس يترقبون عرض مسرحية محلية أو عربية في نهاية الأسبوع تزيل الكدر المتراكم طوال الأسبوع. لقد كان المسرحيون والفنانون يتسابقون على تقديم الابتسامة.. هل صار الضحك والفرح والمرح عيباً.. أو المسرحيون الذين يقدمون هذا النوع من الفن قد ذهبوا وغيّبهم الهرم والشيخوخة أو غادروا الدنيا ولم يأتِ بعدهم أحداً يقدم أو يكمل ما بدأوا به. في زمن مضى كانت تُقدم المسرحيات في الرياضوجدة بصورة شهرية أو نصف سنوية، وكان أبطالها محمد العلي وبكر الشدي (رحمهما الله) وغيرهما وكانت الصعوبات والماديات تعترضهم ومع ذلك كان الجمهور شيئاً مهما لهم ويتسابقون لاسعاده والارتقاء بأهدافه النبيلة والإنسانية، هل الأن الماديات هي المحفّز لتقديم عمل اجتماعي فكاهي أم غرور الفنان أم الأجور العالية ام أنصاف ممثلين ومسرحيين؟ ذات مرة سألت الفنان الدكتور بكر الشدي (رحمه الله) سؤالاً بسيطاً جداً: من هو الممثل أو الفنان؟، فقال: “يجب أن تكون مبدعاً وفناناً في إسعاد جمهورك في أي مكان تجده”.. فعلينا أن نتأمل هذه العبارة وأن يسأل كل مسرحي وممثل معنى هذه العبارة.. قد يسألك سائل ويقول لماذا أنت تدعو للتهريج وهذا السؤال لم يردد في الزمن الماضي لكن ربما يردد الأن في عصر الإنسان الغليظ الجدّي جداً، فأقول نحن بحاجة الأن إلى الأعمال الفكاهية والكوميدية والعاطفية والاجتماعية لأن ظروف الإنسان والحياة تعقدت بفعل عصر.. بفعل جيل مختلف.. بفعل إعلام فضائي.. بفعل تكنولوجيا.. بما لم نستطع التعامل مع هدم الأدوات بشكل حضاري وجيد.