بينما كان الجميع منكبون على أجهزتهم في المركز الإعلامي الخاص بالقمة الخليجية الثلاثين، يقومون بدورهم الإعلامي في صنع الأخبار وتغطية فعاليات القمة الخليجية، التفت أعناق من كان في القاعة تجاه شاشة العرض التي كانت تنقل حفل تدشين مشروع الربط الكهربائي بين دول الخليج، وأنبهر كل من رأى الطفل حمد جمال بوناشي وهو يقدم فقرته على هامش القمة، والتي تحدث فيها مباشرة عن مناقب القادة في حضورهم بأسلوبه المميز وشجاعة منقطعة النظير ناقلا إليهم تحية الجيل الصاعد بطريقة خاصة جدا. ولم يخف الإعلاميون المتواجدون في المركز الإعلامي سواء كانوا خليجيين أو عرب أو أجانب إعجابهم بجرأة الطفل الذي لم يتجاوز عمره ال (12 عاما)، وصفقوا له طويلا، متوقعين له مستقبلا باهرا. ونقل الطفل بوناشي الذي يدرس في الصف السابع في مدرسة عبدالمحسن الخرافي المتوسطة للبنين، رسالة أبناء الخليج إلى «آبائهم» القادة ورغبة الجيل الجديد في مزيد من التعاون والتقارب والمشاريع المشتركة بين دول الخليج العربية. ووجه باسم أبناء الخليج تهانٍ خاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على عودة الأمير سلطان سالما معافى إلى المملكة. وعدّد في حديثه إنجازات الحكام كل على حدة ومساهماتهم في نهضة شعوبهم وبلدانهم رافعا لهم العقال كتحية. وصافحهم جميعا بعد الانتهاء من فقرته واحتضنه كل منهم بروح أبوية في مشهد رائع وغير تقليدي أضفى جوا عائليا خاصا بكل عفوية على القمة. ونال استحسان الحضور الذي تأثر إعجابا بعفويته وتلقائيته فقابله بتصفيق حار. وكانت انطلاقة مشوار حمد من الانجازات وحصد للجوائز وباب للشهرة، إثر ترديده لأبيات القصيدة الشهيرة «ناقتي يا ناقتي لارباع ولاسديس وصليني لبيتي من وراء هاك الطعوس»، حيث استرعت انتباه والده الذي لم يفهم ما يقول, وقال له: من الذي علمك هذا الكلام, فقال له: أنه يتابع شعر ناصر الفراعنة في برنامج شاعر المليون, وكان شعرا صعباً على الكبار إلا أن حمد كان يردده بسهولة وطلاقة, وكانت هذه الصدفة التي استرعت انتباه والده إلى ما يردد في المنزل بداية انطلاقة مشوار من الانجازات وحصد للجوائز وباب للشهرة. وكان حمد قد انشد أمام أمير دولة الكويت أثناء احتفال وزارة التربية بتكريم المعلمين كلمات أعدها له والده في هذه المناسبة لاقت الرضا من الأمير الكويتي ومنحه شرف السلام عليه والصعود معه إلى منصة التكريم ممسكا بيده. يقول والده جمال بوناشي أن بدايات حمد الشعرية انطلقت منذ قرابة 4 سنوات حيث بدأ خلالها المشاركة في حفلات تخريج الطلبة المتفوقين والمشاركة بالانشطة والفعاليات التربوية حتى ذاع صيته وباتت تتسابق عليه المدارس والجهات الأخرى لحضور فعالياتها وتقديم فقراته المتميزة التي يشد فيها المستمع إلى ما يقول أداء وكلمات وتمثيلاً على خشبة المسرح. وتهتم والدة حمد به وتقوم بتنظيم وقته حتى لا يؤثر على مسار شعره وفق خطط تسعى من خلالها إلى الوصول به إلى القمة بشكل تدريجي حتى يفتح له باب النجاح, فيما يخطط حمد لدراسة الطب مع محاولاته تنمية موهبته الشعرية حتى يظل نجمه ساطعا في سمائه .