ألقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الضوء خلال كلمة له في أسبوع "سيرا" للطاقة في هيوستن الأمريكية مساء أمس الأول الثلاثاء، على نمو إنتاج الولاياتالمتحدة المتسارع من النفط واصفًا إياه ب "الأسرع في العالم"، مضيفًا أن موارد بلاده من النفط والغاز أصبحت تصل إلى العديد من دول العالم. وأكد بومبيو استمرار الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، حيث إن تكنولوجيا الطاقة واستخراج الطاقة هما أمران مهمان لحياة الشعب الأميركي والعالم، بحسب تعبيره. وفي سياق متصل، قال بومبيو "نحن عازمون على خفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر حالما تسمح الظروف في السوق بذلك". وأعادت واشنطن فرض عقوبات نفطية على إيران العام الماضي، مما أدى إلى انخفاض حاد في حجم صادراتها من الخام خلال الشهور الأخيرة، في مسعى للحد من أنشطة طهران النووية والصاروخية والإقليمية. وفي إشارته إلى تحسن الاقتصاد قال وزير الخارجية إن المعاناة وعدم توفر الوظائف الذي عانت منه أميركا لعقود لم يعد موجودا الآن. وفي حديثه عن مصادر الطاقة قال وزير الخارجية الأميركي: "بصراحة، نموذجنا بالعمل لم يكن يوما بهذه الأهمية. في حقبة تمتاز بالمنافسة بين القوى العظمى، حيث تحاول بعض الدول استخدام مصادر الطاقة لأهداف شريرة وليس لتعزيز الازدهار كما نقوم هنا في الغرب". بومبيو: الأسد يستخدم النفط لإفقار شعبه وأضاف "كلنا نعلم قصة روسيا. قامت باحتلال أوكرانيا لتؤمن منفذا لاحتياطيات النفط والغاز. وفي المقابل، حرمت أوكرانيا من فرصة تطوير هذه الموارد واستخدامها لتوفير الطاقة لشعبها. بدلا من ذلك، تقوم روسيا باستخدام هذه الأنابيب لممارسة الضغط السياسي على الشعب الأوكراني". واعتبر بومبيو أن "القصة ليست مختلفة في سوريا. الأسد وضع يده على حقول النفط شرق نهر الفرات وفي المناطق الشرقية من البلاد. هو يريد هذه المصادر، يريد هذه الثروة، للاستمرار في إفقار الشعب السوري بينما يستغل الثروات لصالحه وصالح المقربين منه". كما اعتبر الوزير الأميركي أنه "ربما لا يوجد مثال أوضح من إيران. إيران تستخدم صادراتها من الطاقة لممارسة التأثير غير الشرعي في كل الشرق الأوسط.، خصوصا في العراق هذه الأيام. بينما تعمل الولاياتالمتحدة على لتطوير دولة مستقلة ذات سيادة في العراق، تستخدم إيران مواردها من الطاقة لتحقيق عكس ذلك". وقال بومبيو إن بلاده عملت "بجد خلال الأشهر الماضية لتقليل إمدادات النفط الإيراني حول العالم. وحاولنا إقناع القيادة الإيرانية بحماية شعبها وتوفير ما يطالب به المواطنون، وبالحد من مخاطر الإرهاب وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. لا يمكن أن يكون هناك تناقض أكبر بين الطريقة التي توظف فيها الولاياتالمتحدة موارد الطاقة وتلك التي تتبعها القيادة الإيرانية". وأكد أن الولاياتالمتحدة تقوم "بدفع الأطراف السيئة التي تستخدم موارد الطاقة لأهداف شريرة بعيدا عن أهدافهم. تحدثت عن إيران وأنتم تدركون الدور الذي تلعبه في أسواق الطاقة العالمية. نعلم أن هذا الدور يتقلص، وأن واردات إيران هبطت بشكل كبير خلال حملات الضغط التي مارسناها. ولدينا نية كاملة بالوصول بصادرات إيران من النفط إلى الصفر وبأسرع وقت ممكن. سنواصل العقوبات حتى تقرر إيران أن تكون دولة كغيرها من الدول، دون التهديد بتنفيذ حملات اغتيال في أوروبا، أو تنفيذ حملات إرهابية في سورياوالعراق مع حزب الله". تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي وأكد بومبيو في كلمته أن "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي لا يزال في مراحله الأولية. لا يزال هناك الكثير من العمل أمامنا. لدينا مجموعة من الأسس التي نحاول بناء التحالف حولها. لدينا دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر والأردن، والهدف توفير الاستقرار في الشرق الأوسط وهو ما يأمل به العالم منذ عقود.. وربما منذ قرون". كما تحدث وزير الخارجية الأمريكية، في كلمته للمؤتمر عن "مجموعة من الدول تتشابه بالتفكير وبحد كبير. كلنا يعلم أن لهذه الدول تحديات خاصة بها، وفي بعض الأمور قد يفكرون بشكل مختلف، ولكن هناك العديد من التحديات المشتركة. الاقتصاد هو أحد الأسس التي نفكر بها، بالطبع هناك منافسة في بعض المنتجات. لديك الغاز ولديك نفط السعودية.. وهم سينافسون في هذه المجالات، ولكن هناك العديد من الأمور التي يمكن لنا العمل بشكل مشترك فيها". وقال إن الدول إذا قامت "بإضافة التفاهم الاقتصادي إلى التفاهم الدبلوماسي والعسكري، يصبح هناك أسس قادرة على بناء تحالف بشكل لم نشهده في السابق. سيحتاج ذلك لبعض الوقت ولن يكون بسيطا، وقد تواجهنا بعض الصعوبات، ولكننا أيضًا نعتقد أن هناك تحديات مشتركة، وهي تحديات مختلفة عما واجهناه في التاريخ القريب، وهذا يوفر حافزا لجميع هذه الأطراف لتعمل معا". وتعهد وزير خارجية الولاياتالمتحدة بالعمل "بجانب مؤسسات في الخليج كأوبك ودول مجلس التعاون، كل هذه المؤسسات التي تواجدت قبل هذا التحالف الذي نسعى لتأسيسه. تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي لن يقلل من دور هذه المؤسسات، إنما سيوفر أطرًا جديدة للعمل معا خاصة في مجال الأمن القومي".