وصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو المملكة العربية السعودية بأنها القوة الضامنة لاستقرار الشرق الأوسط، وأكد أن أي محاولة للمساس بالعلاقات الأمريكية - السعودية ستعتبر خطأ فادحاً بحق الأمن القومي الأمريكي وحلفائه. ونوه بومبيو بالخطوات الإصلاحية التي اتخذها الأمير محمد بن سلمان، في الداخل السعودي، بدءاً من القرار التاريخي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات وحضور الفعاليات الرياضية، إلى دعوته لعودة الإسلام المعتدل. وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أن النفط السعودي والاستقرار الاقتصادي للمملكة هما مفتاحا الرخاء الإقليمي وأمن الطاقة العالمي. وأكد بومبيو في مقال رأي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال Wall Street Journal»، أمس (الثلاثاء) أن أول مجهودات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بعد أن تولى منصبه، العمل على التخلص من التغلغل الإيراني المزعزع للاستقرار في اليمن، الذي زاد منذ الانقلاب الحوثي، المدعوم من طهران، على السلطة الشرعية في 2015. واستطرد بومبيو بأن المملكة العربية السعودية، مثل الولاياتالمتحدة، تدرك الخطر المحدق الذي تمثله إيران للعالم، فإيران لا تتوانى عن نشر الموت والخراب في الشرق الأوسط، وإشعال سباق إقليمي للأسلحة النووية، وتهديد طرق التجارة، وإثارة الإرهاب حول العالم. واتهم بومبيو إيران بتهديدها أمن السعودية، إذ تحاول طهران إنشاء كيان شبيه بمليشيا حزب الله اللبناني في جزيرة العرب، وتعمل على إطلاق الصواريخ مستهدفة السعودية، مشددا على أن المملكة العربية السعودية خصصت المليارات من أجل تخفيف المعاناة عن اليمن، بينما إيران استثمرت «صفر» لتخفيف تلك المعاناة ولم تبدِ أي اهتمام حقيقي بالوصول لحل سياسي ينهي الصراع اليمني، فطهران ليس لديها أي مصلحة من تخفيف معاناة اليمنيين، إذ إن الملالي لا يهتمون حتى بالإيرانيين العاديين. وفي ما يتعلق في العراق وسورية، أوضح بومبيو أن المملكة العربية السعودية خصصت ملايين الدولارات لتعزيز جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحاربة «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، كما أن السعودية تساعد في التعامل مع الأعداد الهائلة من اللاجئين الهاربين من الحرب السورية عن طريق العمل مع الدول المضيفة، والتعاون بشكل وثيق مع مصر، فيما تعمل المملكة على تأمين الديموقراطية الهشة في العراق، وتحاول إبقاء بغداد مرتبطة بمصالح الغرب وليس بطهران. وأكد بومبيو أن الأصوات في الداخل الأمريكي والأشخاص الذين يهاجمون الرئيس دونالد ترمب لحرصه على الحفاظ على العلاقات الأمريكية - السعودية، هم نفس الأشخاص الذين قدموا الدعم لباراك أوباما في سياساته تجاه نظام إيران الذي قتل الآلاف حول العالم، منهم المئات من الأمريكيين، إضافة إلى ممارسته العنف ضد شعبه، متسائلاً: «أين كان المنادون بحقوق الإنسان حينما أعطى السيد أوباما الأموال الطائلة للملالي في إيران لتصبح أكبر دولة داعمة الإرهاب؟».