يا إخوتي : قرطاجة العذراء تحترق فقبّلوا زوجاتكم ، إنّي تركت زوجتي بلا وداع وإن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع فعلّموه الانحناء .. علّموه الانحناء .. علّموه الانحناء .. *** الأبيات السابقة هي للشاعر أمل دنقل من قصيدته: «كلمات سبارتاكوس الأخيرة «. وسبارتاكوس، كما تحكي قصته، كان عبداً من رقيق الإمبراطورية الرومانية، اشتهر ببأسه وقوته في حلبة مصارعة الوحوش في ملاعب روما لتسلية الرومان، واستطاع في سنة 73 ق.م تنظيم ثورة للعبيد انتشرت في مختلف أرجاء البلاد، وانضوى تحت لوائه الآلاف المؤلفة من العبيد، نصَّبوه زعيماً لهم. وانتصر على كل جيوش روما حتى استطاع أحد القادة الرومان هزيمة سبارتاكوس عام 71 ق.م، وقُتل في المعركة، وعُلقت جثته مع آلاف العبيد من أتباعه من الذين بقوا على قيد الحياة إثر المعركة، ليكونوا عبرة للآخرين. *** كانت هذه هي الأسطورة كما قرأناها، أما الحقيقة، كما تذكر بعض المصادر، فهي أن سبارتاكوس كان لصاً مقامراً يسطو على قوافل التجارة المتجهة إلى روما وتأذى منه البشر والحجر. وهي نفس حكاية روبن هود الذي اشتهر بأنه يأخذ من الأغنياء ليعطي الفقراء، وهو ما يشبه قصة المرأة التي أرادت أن تتصدق فمارست الرذيلة من أجل المال الذي سيساعدها على الصدقة.!! *** هذه البطولات الزائفة تُذكرنا بأدعياء الوطنية الذين يحملون الوطن كالسلم بالعرض، ويرتدون الوطنية رداء، ويرددون النعرات البغيضة التي تثير الحساسيات بين أبناء الوطن، ولكن يُخَوَّنون غيرهم بمقالات تطفح عنصرية وبغضاً كي يحرفوا انتباه الناس عن القضايا المصيرية الهامة. *نافذة لا أنت ولا غيرك يمكنه أن يزيّف هويتك، أو يمكِّنك من الهروب منها. سميرة عزام