من لا يتذكر فيلم «سبارتاكوس» للمخرج الراحل ستانلي كيوبريك ومن بطولة نجم هوليوود كيرك دوغلاس؟ فحتى الذين لم تتسنّ لهم مشاهدته في الصالات السينمائية، لا بد أن الفرصة أتيحت لهم لمشاهدته على شاشة التلفزيون أو لاقتنائه على قرص «دي في دي». في هذا الفيلم، وغيره من أفلام مصارعي الحلبة الرومانية، لا سيما فيلم «غلادياتور» للمخرج ريدلي سكوت والذي عرض في صالات السينما العام 2000، ينخرط الرجال الأشداء في قتال دموي في نوع من الطقوس التي يحضرها الأمبراطور وعامة الشعب. وغالباً ما تختتم المعركة بأن يقرر الأمبراطور مصيراً من اثنين للمغلوب: إما العفو، وإما الموت بغرز السيف في قلبه. وكانت حركة واحدة من يد الحاكم، الذي يرفع إصبعه أو يخفضه، تدل على قراره النهائي. ويبدو أن هذا الخيال التاريخي- السينمائي هو الذي أوحى لإدارة فندق «روم كافالييري»، المشيّد على مرتفعات العاصمة الإيطالية روما، المنضوي في مجموعة فنادق «والدورف أستوريا»، بتأسيس مدرسة للمصارعين على طريقة سبارتاكوس. هنا يتعلم المتدربون أصول استخدام السيف، وليس أي سيف، بل النوع الذي كانت تلوّح به أيدي المصارعين القدماء. ويرتدي مصارعو القرن الحادي والعشرين الزيّ نفسه للمرحلة الرومانية الغابرة، مستخدمين الشباك للقبض على الغريم، بإشراف مدرب يؤدي في النهاية دور القيصر الذي يقرر مصير المغلوب، وإن كان القرار في هذه الحال لا يتعدى إعلان النجاح أو الرسوب في الإمتحان، ولا علاقة له طبعاً بالحياة أو الموت. وبعدما لاقت المدرسة نجاحاً باهراً، بعد أسابيع قليلة على افتتاحها، وتسجيل الأطفال فيها، ها هم الكبار يتقاطرون لتسجيل أسمائهم على قائمة الإنتظار، الأمر الذي يزيد نسبة الإشغال في الفندق، خصوصاً من قبل أصحاب الثروات، باعتبار أن سعر الغرفة قد يبلغ عشرة آلاف يورو في الليلة الواحدة، علماً أن هناك بعض الغرف التي لا يتعدى سعر ليلتها الألف يورو. وفي ظل الإقبال على مدرسة المصارعة الرومانية، قررت إدارة الفندق فتح أبوابها لعامة الناس من دون اشتراط الإقامة في الفندق. كما أنها تقبل الفتيات الراغبات في تعلم فن المصارعة الرجالية على طريقة الرومان القدماء.