خريجو جامعاتنا سفراء لوطننا

* قبل سنوات كنتُ في زيارة ل(دولة كينيا)، التقيتُ فيها بالسفير السعودي هناك، الذي أثنى على جهود خريجي (الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) في خدمة مجتمعاتهم، وعلى كفاءتهم العلمية، ولكنه نقل لي ملحوظة مهمة؛ وهي عدم تواصل الجامعة حينها مع أولئك الخريجين، لدعمهم، ومساعدتهم في تبادل الخبرات.
* تلك الفجوة بين الجامعة الإسلامية وخريجيها الذين يزيد عددهم على (70 ألفا، يُمثِّلون أكثر من 200 جنسية وإقليم حول العَالَم) تَنَبّه لها (معالي الدكتور محمد بن علي العقلا) مدير الجامعة الأسبق؛ الذي كانت له مبادرات وإنجازات وبصمات كبيرة في تطوير الجامعة في عهد إدارته الذَّهَبِي؛ ومن ذلك إطلاق (عمادة متخصصة لشؤون الخريجين)؛ هي الأولى والوحيدة على مستوى الجامعات السعودية، وكان ذلك في شهر رجب من العام 1429ه.
* رسالة تلك العمادة عظيمة ومهمة، وهي تفعيل وتطوير سُبُل التواصل مع الخريجين، ودعمهم بما يُقَوِّي دورهم وأثرهم في مجتمعاتهم الإسلامية، خاصة والمجتمعات الإنسانية عامة، وتعزيز التواصل بينها وبين المملكة العربية السعودية باستخدام أحدث الوسائل والتقنيات في هذا المجال.
* وقد نَفّذَت العمادة خلال السنوات الماضية العديد من البرامج والفعاليات، ومنها إنشاء قَاعدة بيانات بالخريجين منذ الدفعة الأولى عام 1384ه وحتى اليوم، ومتابعة نشاطهم في ميادين التعليم والدعوة، وتعزيز جهودهم، ومساعدتهم في تطوير أساليبهم، ورصد تجاربهم في ميدان الدعوة والتعليم، ودراسة تقاريرهم، وجمع ملاحظاتهم والإفادة منها، وكذا تنظيم الدورات الإدارية والعلمية والتوجيهية للطلاب المتوقع تخرجهم في كل عام، والبحث لهم عن فرص عَمَل مناسبة، وهناك السعي لتأسيس رابطة لخريجي الجامعات السعودية في كل بلد، وفق أنظمته، وكذلك دراسة الظواهر السلبية التي قد تصدر من بعض الخريجين ومعالجتها.
* يُضَاف لذلك إقامة ملتقيات علمية للخريجين، وتفعيلًا لذلك تنظم الجامعة هذه الأيام في (جمهورية غامبيا) (الملتقى الدولي لخريجي الجامعات السعودية من دول غرب إفريقيا)، الذي يشارك فيه (30 عالمًا وباحثًا).
* فشكرًا للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية على نشاطاتها؛ وبرامجها المتنوعة، وشكرًا ل(معالي مديرها الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي) وجميع منسوبيها؛ وشهادة حقّ، فخريجو تلك الجامعة العريقة التي لا تغيب عنها الشمس يتميزون بالوسطية والاعتدال والدعوة إلى الله بالحكمة ولغة التسامح؛ وهم قُوى ناعمة داعمة لوطننا؛ وخير سفراء له؛ فهذه دعوة لاستثمارهم، والمزيد من التواصل معهم.