رسخ ملتقى خريجي الجامعات السعودية من دول غرب إفريقيا الذي أقيم في غامبيا الإثنين والثلاثاء الماضيين برعاية الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، رسالة المملكة العربية السعودية الإنسانية تجاه العالم، مؤكدًا علاقتها الأصيلة مع القارة الإفريقية من خلال التعليم، بوصفه أكثر الأبواب رحابة وإنسانية، وكان أكثر من 1500 من كبار علماء الدين في إفريقيا - وصفهم مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم المرزوقي أنهم «سفراء سلام وسواعد بناء». قد أثروا ملتقى خريجي الجامعات السعودية الذي أقيم في غامبيا بأكثر من 30 ورقة وبحث وورشة عمل متخصصة، جاءت تلبية للوازع الديني الذي يدعو للتعاون من أجل البناء والتنمية لا الخراب والدمار. نموذج عملي الاهتمام الرسمي الكبير بالملتقى اتضح جليًّا في رعاية فخامة رئيس غامبيا للملتقى واستقباله الحافل لوفد الجامعة الإسلامية، وتواجد المسؤولين وعلى رأسهم وزير التعليم طيلة أيام المناسبة، حيث وصف مدير الجامعة الدكتور حاتم المرزوقي في تغريدة له ذلك الاهتمام بأنه «يفوق الوصف» وفي ذلك إشارات واضحة بقوة للعلاقة التي تربط البلدين، والتي عبر عنها الرئيس الغامبي في حديثه للوفد السعودي بأنه «سعيد بلقاء خادم الحرمين الشريفين في الرياض، والمشاركة في القمة الإسلامية الأمريكية» ومن ثم إشادته بمركز اعتدال، وشكر بلاده على اختيار غامبيا لإقامة هذا الملتقى الدولي. وقد نجحت الجامعة الإسلامية في أن تقدم نموذجًا إنسانيًا عمليًا فريدًا في مواصلة الارتباط، ليس بخريجيها فحسب، بل وخريجي بقية الجامعات السعودية من دول العالم المختلفة، بما يُسهم في نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة وتعزيز الوسطية والاعتدال ومكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم جهود الخريجين لخدمة مجتمعاتهم وتنميتها، وهي أهداف عالية تضع المملكة العربية السعودية في صدارة الدول التي لا تقتصر رسالتها عند حد معين، بل تواصل ركضها حتى ترى ثمار ما زرعت في كل مكان من عالمنا الإسلامي الكبير في إطار مسؤوليتها الدينية وموقعها الريادي. تنمية المجتمعات وفي حين قدمت الجامعة الإسلامية أكثر من 70 ألف خريج خلال تاريخها الطويل حسب إحصائية منشورة للجامعة في مختلف دول العالم، فإن هذه الجامعة العريقة وبقية شقيقاتها السعودية خرجت «على وجه التحديد» في 9 دول من غرب إفريقيا 2436 خريجاً من مختلف التخصصات الجامعية (بكالوريوس، دبلوم عالي، ماجستير، ودكتوراه).. وهذه الدول الأفريقية التسع هي (غانا، السنغال، بوركينا فاسو، ساحل العاج، غينيا كناكري، سيراليون، غامبيا، ليبيريا، غينيا بيساو)، وهي دول محورية لاستمرار الجهد البحثي والأكاديمي والحضاري من أجل توثيق التبادل الثقافي والمعرفي والدعوي والاجتماعي في بلاد وصل عدد سكانها مجتمعة إلى 170 مليونًا، منهم أكثر من 110 ملايين مسلم، حيث جاءت السنغال الأعلى من حيث عدد المسلمين بنسبة 94%، ثم غامبيا ب 90%، وغينيا كناكري ب 85%، وسيراليون ب 71.3%، وبوركينافاسو ب 60.5%، وساحل العاج ب 55%، وغاناوغينيا بيساو ب 50% لكليهما، وأخيرًا ليبيريا ب 12.2% . ثمار الخريجين استعرض الملتقى تجارب ناجحة وعظيمة، ومنها إنشاء عدد من خريجي الجامعة الإسلامية في غامبيا جامعة أسموها «الإحسان» بنفس المنهج والتوجُّه الذي تعلموه في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة.. وبشهادة الخريجين المشاركين أنفسهم في ذلك الملتقى نرى بوضوح ثمار التعليم الجامعي السعودي فيما قاله البروفيسور بابا سانكن سيسي، مدير جامعة الإحسان في غامبيا، إن 90 بالمئة من الجهود العلمية والمعرفية والخيرية في جمهورية غامبيا يقوم بها طلاب وخريجو الجامعات السعودية. كما أشار البروفيسور عبدالقادر سيلا، عضو هيئة تدريس جامعة غامبيا، إلى أن السعودية لها الريادة والسيادة في توطيد علاقات الشعوب الإسلامية بعضها ببعض وتوطيد الصلات بينها من خلال الروابط الدينية والعلمية والثقافية. مشيرًا إلى أن غامبيا تعد من أكثر الدول التي تخرج مواطنوها من الجامعات السعودية، حيث يصل عددهم إلى أكثر من 1000 طالب جلهم يعملون في مناصب قيادية ودبلوماسية كبيرة في البلاد. كما أشار الدكتور عباس شمس الدين إبراهيم، المحاضر في قسم اللغويات التربوية بكلية التربية وعلوم الاتصالات بجامعة وينيبا في غانا، إلى أن الخريجين أنشأوا المجلس الأعلى للدعوة والبحوث الإسلامية والذي يتولى رئاسته خيرة هؤلاء الخريجين. ولفت الدكتور فوفونا آدم عميد كلية الشريعة في جامعة الفرقان الإسلامية في ساحل العاج إلى أن جهود الخريجين في بلاده أثمرت عن تأسيس جامعة الفرقان الإسلامية. 30 ورقة قدم الملتقى 30 ورقة علمية تؤصل لجهود أولئك الخريجين في بيان مفهوم الوسطية والدعوة إليها، والتحذير من التطرُّف وإيضاح سماحة الإسلام، وجهود الخريجين في مجال تنمية مجتمعاتهم المحلية مع عرض للتجارب والنماذج الناجحة، واستعراض لخبراتهم في هذا المجال، إلى جانب دورهم في تنمية علاقات دولتهم مع المملكة في مجال نشر العلم والمعرفة، وتعزيز التعاون والتواصل بين الخريجين، ونقل الخبرات فيما بينهم، والتواصل مع المؤسسات التعليمية والدعوية والاجتماعية، واستعراض التجارب الناجحة في هذا المجال.