شكا أهالي وسكان حي الملك فهد، بمكةالمكرمة، من الصعوبات التي يوجهونها إثر تحول الفيلل المهجورة بالإسكان العام في الحي، إلى مأوى للمخالفين، خاصة أن عددها يصل إلى 600 فيلا، في الوقت الذي أكدت فيه أمانة المنطقة، أنه تم مخاطبة جهاز التنمية العقاري، لاستدعاء الملاك، وإجبارهم على اتخاذ ما يلزم لتغيير هذه الأوضاع. ويطالب الأهالي بتكثيف التواجد الأمني في منطقة الفيلل، مع تدخل الجهات المعنية، ولإيجاد حل نهائي لهذه الأزمة بالاتفاق مع مشتري هذه الفيلل، الذين تركوها لمصير مجهول منذ خمس سنوات. 22 عامًا من التوقف ويحكي يوسف بن عبدالعزيز التويم، من سكان الحي، القصة من البداية فيقول: «منذ 3 عقود، نفذ صندوق التنمية العقاري، المرحلة الثانية من مشروع إنشاء فيلل الإسكان العام بمكةالمكرمة، وعددها 1136 فيلا في حي الرصيفة، ولم يبق سوى استكمال التشطيبات، إلا أن المشروع لمدة 22 عامًا، لسبب غير معلوم بعدها تحول الحي بالكامل إلى منطقة مهجورة، حتى بدأنا نشعر بوجود تحركات غريبة داخل هذه الفيلل المهجورة، وكنا نرى أنوارًا، تخرج من بعض هذه الأماكن في أوقات متأخرة من الليل». وأضاف: «في عام 1433 أعلن صندوق التنمية العقاري، طرح المشروع، غير المكتمل بالرصيفة في مزاد علني، وأعلن الصندوق حينها أنه سيخصص عوائده لمقترضي الصندوق في مكةالمكرمة، وفعلًا شرع الصندوق في استكمال الأعمال المدنية بالموقع العام للجزء غير المكتمل من المشروع، ورغم أن هذا الرأي لم يحظ بقبول الأهالي وقتها، فإن الصندوق نفذ خطته وتم بيع الفيلل للمستثمرين، ومنذ 5 أعوام، توقفت الأمور من جديد، وبقيت 600 فيلا مهجورة دون سكان خاصة أن بعض ملاك هذه الفيلل يغالون في أسعار بيعها، أو تأجيرها، حتى تحولت إلى أوكار للمجرمين في ظل أن معظمها مفتوحة الأبواب،وبلا حراس. تكثيف أمني وطالب أحمد العميري، إمام مسجد الحي، بتكثيف الدوريات الأمنية في المكان، وسرعة التنسيق بين الجهات المعنية؛ من أجل معالجة المشكلة التي تشمل 600 فيلا، هي المتبقية الآن بالمشروع، والتي تشهد حركة مريبة يوميًّا، وأصبحت مأوي للعمالة المخالفة، وممارسي الأعمال غير النظامية، وهو ما يشكل خطرًا على أمن السكان، وأسرهم. وأشار العميري إلى أنه سبق وتم رفع خطاب إلى رئيس البلدية، ومدير الشرطة، ولم تنته المشكلة، مكررًا مطالبته بسرعة إنهاء هذا الوضع غير القابل للاستمرار. وعلى غرار الرأي السابق أكد كل من صالح المجنوني، وفيصل العمري، وطارق البشري، من سكان الحي، أن هذه الفيلل المهجورة، أصبحت بحاجة إلى تدخل سريع من المسؤولين المعنيين بتلك القضية؛ لحماية الأهالي. أمانة مكة: خاطبنا «التنمية العقاري» للتدخل أكد الناطق الإعلامي لأمانة مكةالمكرمة، عثمان أبوبكر مالي، أنه تم مخاطبة صندوق التنمية العقاري، عن طريق وكالة الأمانة للشؤون التنموية؛ من أجل مطالبة أصحاب هذه الفيلل بمتابعتها، وإغلاق أبوابها، وتحمل مسؤولياتهم تجاهها. وأشار إلى أن الأمانة تؤدي دورها في هذا الملف، عبر بذل الجهود في مجال الإصحاح البيئي، ورش الخزانات المكشوفة، المليئة بالمياه في الفيلل المهجورة، ورش المياه الراكدة في مجاري التصريف، وكذلك الرش الخارجي للبعوض المتطاير، من أجل ضمان ألا يتحول المكان إلى بؤرة تهدد الصحة. وشدد «مالي» على أن البلدية الفرعية، التي يتبعها الحي، تتابع الأوضاع من قرب، وتتخذ الإجراءات اللازمة بحكم اختصاصها.