مع اشتداد موجة البرد التي تعيشها المملكة هذه الأيام تنشط أسواق تتأثر إيجاباً بمثل هذه الأجواء التي يأتي في مقدمتها أسواق الحطب والكيروسين وزيوت التدفئة وصولاً إلى البطانيات والفرش ثم الموكيت والسجاد وكل ما يبعث على الدفء ويقلل من مخاطر البرد الذي لم تشهد له بلادنا مثيلاً منذ أكثر من عقدين من الزمن. (الجزيرة) ضمن متابعاتها جالت اليوم في أسواق الموكيت والسجاد والبطانيات والمفارش لتلتقي بالزبائن وأصحاب السوق الذين أكدوا نشاط حركة البيع بشكل لافت لمصنوعات الموكيت والسجاد لتغطية أرضيات (السيراميك) التي باتت موضة للكثير من المنازل التي اكتشف أصحابها ضرورة تغطيتها وحجب برودتها بعدما أصبحت مصدراً لقلق الأسر وقلق أطفالهم في هذا الشتاء البارد. بدايةً وفي أحد أسواق الموكيت والسجاد الذي يشهد كثافة من الزوار أكد صاحب المحل عبد الله المشاري أن برد هذا العام قد أعاد زبائننا بعد أن أغراهم لمعان السيراميك قبل الشتاء. وأضاف أن حركة البيع نشطة هذه الأيام وبشكل لم نعهده من قبل. لا بديل عن الدفء بينما قال إبراهيم حمود العتيبي (زبون) إنه حضر لمحل الموكيت للبحث عما يغطي به سيراميك غرف نوم أطفاله الذين اعتصرهم برد هذا العام، ولن يكتفي بذلك بل سيواصل زيارته لمعارض البطانيات؛ لأنه لا بديل عن الدفء. أما عبد الحميد البريك (زبون) الذي التقيناه في محل آخر فقال: إن أسعار الموكيت تأثرت بموجة البرد، وعلى الرغم من أنني لم أسأل عنه منذ سنوات إلا أنني أرى أن أسعار بعض النوعيات مبالغ فيها، ولا أعلم هل ذلك بسبب البرد وبحث الناس عن فرش يعطيهم الدفء في منازلهم أم لا. وفي لقاء آخر مع أحد الآباء قال: أطفالي واحد أصابته نزلة برد والثاني حرارة والثالث التهاب، وعلى هذا المنوال منذ دخول الشتاء، لكن اليوم تنبَّهت وأخذت بنصيحة أحد الجيران وقمت بفرش الغرف والصالات بدلاً من بلاط السيراميك لوقايتهم من برودته الشديدة. أما المواطن فايز الأسمري فقال: مشكلتي ظهرت منذ دخول الشتاء، فأصبحت أنا وأسرتي لا نستطيع التحمل والمشي على البلاط والسيراميك، فكما تعلم معظم أصحاب المنازل الآن سواء القديمة منها أو الجديدة ساروا مع موضة تغيير الأرضيات بالسيراميك والبلاط بدلاً من استخدام الموكيت، وقد يكون سبب ذلك نوع من الاندفاع وراء الموضة والديكور، ولكن يجب أن يكون الإنسان أكثر نباهة وتعقُّلاً، فلا يمكن بأي حال أن يتم تبليط غرف النوم وغرف الجلوس الشعبية، ولا غنى فيها عن السجاد أو الموكيت نهائياً، حتى في الصيف تجد أن غرف النوم مريحة إذا تم فرشها بالسجاد. فأنا حقيقةً حضرت اليوم إلى معارض السجاد والموكيت للمرة الثانية، ففي المرة الأولى استعنت بقطع السجاد الجاهزة (الزل)، وقد كانت حلاً وسطاً، إلا أنني عُدْت ثانية للاستعانة بالموكيت؛ لأنه يقوم بتغطية السيراميك كاملاً ويقينا شرّ البرد وشدته، وبخاصة في غرف النوم وصالات الجلوس، لكني لاحظت ارتفاع الأسعار، ففي السابق كنا نجد الأسعار مناسبة تتراوح بين 9 ريالات و11 ريالاً للمتر الواحد لنوعيات معينة، وأصبحت الآن لا تقل عن 16 ريالاً للمتر، ناهيك عن نوعيات أخرى وصلت أسعارها إلى 25 ريالاً كانت في السابق ب21 ريالاً، ونوعيات فاخرة تصل إلى 150 ريالاً للمتر الواحد. السوق غير السوق وأهل السوق لم يكن لديهم متَّسع لإبداء آرائهم حول الإقبال الذي تشهده معارض السجاد والموكيت والبطانيات بسبب الازدحام والتفرغ للزبائن، فقد كان معظمهم يكرِّر عبارة: (هذا العام البرد غير).. مؤيِّدين ذلك بهذا الازدحام والطلب المتواصل على تبديل الموكيت وفرش المنازل وشراء البطانيات. وفيما يتعلق بالأسعار وارتفاعها نسبياً أكَّد عدد من الباعة أن ذلك يعود إلى أن النوعيات والخامات تتغير وتتطور، ولا يمكن مقارنة سعر المتر لنوعيات معينة بأسعار قبل 3 سنوات، فهناك خامات بنفس السماكة لكنها تطورت في الجودة والألوان والمواصفات الفنية. أسواق البطانيات أما أسواق ومحلات البطانيات فتشهد هي الأخرى إقبالاً جيداً، وفي أحد معارض بيعها التقينا مع العم (أبو علي) الذي حضر إلى أحد معارض البطانيات بصحبة عائلته؛ حيث قال: أنا أشتري لحفاً وبطانيات وكنابل، ويالله نتوقى مع عيالنا من هالبرد اللي ما شفناه ولا حسينا به غير ذا السنة، فموجة البرد شديدة هذا العام وعلى غير العادة. أما عبد الرحمن البتال فقال: إن هذه الأيام هي أيام البطانيات والدفايات؛ حيث إن الموجة التي نمرّ بها هذا العام لم نشهد لها مثيلاً منذ سنوات، وكان الله في عون آباء وأمهات الأطفال الذين تتزايد مشكلاتهم الصحية مع البرد إذا كان طبيعياً، فما بالكم ببرد هذا العام.