تشهد الفترة الأخيرة اتجاه المستهلك لاستخدام السيراميك والرخام بالمنازل، محدثًا انتعاشًا اقتصاديًا لأسواق السيراميك بالمملكة، ومسببة ركودا نسبيا في أسواق السجاد والموكيت. وكشف متعاملون في محلات ومعارض بيع السيراميك والرخام ل “المدينة” أن هناك ازدهارا لافتا في سوق الرخام والسيراميك يهدد سوق السجاد والمفروشات الأرضية، مشيرين إلى أن السبب يعود إلى وعي المستهلك بما يتوفر في أرضيات السيراميك من مميزات اقتصادية وميزات صحية وجمالية جذابة. وعلق أحد الموردين بسوق السيراميك والرخام أن توفير كل متطلبات المستهلكين بالسوق من أنواع السيراميك الجيدة والخامات الممتازة والأسعار التي ترضي الجميع، رجحت التوقعات باختفاء أرضيات الموكيت خلال فترة وجيزة إذا استمر الاتجاه نحو البديل الجديد. وعن أنواع أرضيات السيراميك يقول محمد “بائع في أحد محال السيراميك”: إن الأنواع المستخدمة للأرضيات هي: الجرانيت والرخام والسيراميك والبورسلين، لكل منها خواص معينة وطبيعة مختلفة، حيث إن الجرانيت والرخام طبيعيان، أما السيراميك والبورسلين فهما صناعيان وقوة تحمل الرخام والجرانيت أكبر من قوة السيراميك والبورسلين لذا فهما أغلى في السعر. ويضيف: السوق مليئة بالكثير من الأنواع ذات الأشكال والألوان والأسعار التي ترضي كل الأذواق ويعد البلاط مطلبًا اعتياديًا للأسطح أو للمساحات المكشوفة الملحقة للمنزل. والبلاط يدخل في تصنيعه الأسمنت أو الرمل أو الفخار أو برادة الحديد أو بعض المواد الأخرى من أنواعه الرائجة الموزايك والتراكوتا التي تستخدم للأرصفة والممرات وأرضيات الحدائق يليه الرخام والجرانيت والباركيه الخشبي التي يفضل استخدامها لأرضيات المنزل، ثم يأتي السيراميك والبورسلين الذي يستخدم للحائط والجدران وأرضيات الغرف والمطابخ ودورات المياه، بالإضافة إلى مكعبات الفسيفساء التي تدخل في الحمامات والمسابح والديكور الداخلي والخارجي لجدران المنازل، ولكن في المتوسط يكون الطلب على السيراميك فهو الدارج لتنوعه وجودته العالية. من جهته يقول زاهر “مسؤول أحد المعارض الشهيرة لبيع السيراميك والرخام”: “نحن كموزعين للسوق المحلية نجد أن الإقبال في الفترة الاخيرة جيد، خاصة على المنتجات المحلية كالخزف السعودي الذي يتراوح سعره ما بين 20 و 30 ريالا للمتر المربع، وهناك بعض المنتجات الصينية التي يتراوح سعرها من 15 إلى 20 ريالا، أما المنتجات الاسبانية فيتراوح سعرها من 35 إلى 45 ويكون الإقبال عليها قليلا. وعن المواسم التي تشهد إقبال الزبائن قال زاهر: لم تعد هناك مواسم تصنف لإقبال الزبائن كالإجازات الصيفية للمدارس أو إجازات قبل الحج وقبل الأعياد بحكم التشطيبات السريعة وتغيير أثاث المنزل، أما الآن فيتفاوت الإقبال على محال السيراميك فقد يشهد المحل إقبالا كثيفا خلال يوم أو يومين في الأسبوع وباقي الأيام تكون الحركة هادئة. وأشار زاهر إلى أن السوق تأثرت بتدهور الأوضاع الاقتصادية، كما أن تراجع الأسهم تسبب في خفض الإقبال على السوق بشكل كبير عن ذي قبل؛ مؤكدًا أن الأزمة أثرت على جميع أسواق مواد البناء والخام. * التصدير إلى الخارج وعن التصدير خارج المملكة قال: بالسوق خمسة مصانع سعودية معروفة بإنتاج السيراميك منها: مصنع الخزف السعودي، مصنع الدار، مصنع الفنار، مصنع الجودة، وجميعها لها خاصية التصدير أما باقي المتعاملين بسوق السيراميك فهم مستوردون من الخارج. ويقول عبدالله أحد المشترين: إن السيراميك يمتلك مميزات عديدة بدايتها من الناحية الصحية، حيث إنه لا يسبب الحساسية التي ربما تحدثها السجاجيد والموكيت، فالسجاد يصعب استخراج الأوساخ والأتربة منه، الأمر الذي يجعله بيئة سهلة لنقل الأمراض والأوبئة. وتقول منى محمد ربة منزل: التنظيف اليومي للموكيت بأدوات النظافة الاعتيادية والمكانس الكهربائية والتهوية ووضعه في الشمس لإزالة الرطوبة منه والقضاء على الجراثيم أمر شاق ومرهق لربة المنزل، التي أصبحت تفضل السيراميك لسهولة تنظيفه بالإضافة للناحية الجمالية ومواكبة الموضة والديكور التي تسعى لها كل سيدة منزل. يقول تركي .. زبون : من الناحية العملية السيراميك يوفر الكثير من الوقت والجهد اللذين يبذلان على السجاد، حيث يشترط في استخدامه النظافة اليومية والتغيير والتجديد السنوي أو الموسمي، وبالطبع تغيير وتجديد الأثاث تمشيًا مع شكل ولون السجاد، أما من الناحية الاقتصادية فإن أسعار السيراميك تعد جيدة ومتمشية مع ذوي الدخل المتوسط مقارنة مع أسعار السجاد والموكيت المرتفعة على اعتبار أن السيراميك لا يحتاج لتجديد ويتماشى مع أي أثاث منزلي. * السيراميك بديل اقتصادي من جهة ثانية أكد متعاملون في سوق السجاد والموكيت أن الفترة الحالية تشهد ركودا، لا سيما مع دخول الصيف، إذ شهدت تراجعًا خلال الفترة الأخيرة بسبب التوجه إلى الأرضيات الرخامية، رغم أن هناك مستهلكين لا يستغنون عن استخدام الموكيت واقتناء قطع السجاد وخاصة الشرقي إلا أن الشواهد تؤكد وجود حالة من الركود والكساد النسبي في مبيعات سوق السجاد، مما سيؤثر سلبا على الأرباح؛ مرجعين ذلك لعدة أسباب منها: المبالغة في الأسعار وتفاوتها من محل لآخر ولجوء المستهلكين إلى استخدام أرضيات السيراميك كبديل اقتصادي عصري وعملي للسجاد.يقول أحد البائعين في محل لبيع السجاد والموكيت ويدعى “حنيف”: النوعية الوسطية يصل سعرها إلى 120 ريالا، وهي خامة جيدة متوسط السمك، وهناك سجاد سميك مضغوط خيط ناعم يتراوح سعره ما بين 290 و 380 ( 1x4 متر)، جميعها وطني الصنع والإنتاج لكن الخيط مستورد من فرنسا وأمريكا والمكسيك. وأضاف: السجاد المستورد الشرقي كالتركي الذي يعتبر من أفخم لأنواع؛ نظرًا لأنه يحاك من الحرير، ويدخل فيه صنع اليد، كما يتميّز بألوانه الزاهية والجميلة وطابعه الزخرفية الإسلامية ويتراوح سعره من 160 إلى 180 ريالا للمتر الرول. أما عن الموكيت فيقول: إن سعر الموكيت الأمريكي المستورد يتراوح بين 200 و 500 ريال للمتر أما المحلي فيتراوح سعره من 120 إلى 170 ريالا. وعن التركيب يقول سعيد “مسؤول في أحد معارض بيع السجاد والموكيت”: عندما يطلب العميل عاملًا للتركيب للموكيت؛ فإن عامل التركيب يأخذ على تركيب كل متر طولي مبلغًا يبدأ من 5 إلى 10ريالات حسب نوع الموكيت وسماكته. وعن تقييمه لتجارة السجاد قال: تشهد الفترة الحالية تراجعًا في مبيعات الموكيت والسجاد، رغم أن هناك أوقاتا يأتي الطلب على الجملة من قبل التجار والمنشآت الكبيرة التي تتطلب فرش أرضيات كالمكاتب والمدارس وغيرهما، أما القطاعي فعادة ما يطلب البعض اقتناء قطع السجاد كإضافة جمالية ولإبراز أثاث المنزل.