يقاوم أهالي المنطقة الشمالية فصل الشتاء الذي يفرض نفسه بقوة بدرجة صفر وما تحتها أحياناً، بأساليب عدة، فمنهم من عقد معه صداقة بتحويله إلى موسم جلسات عائلية تنصب لها الخيام داخل المنازل، لتكثر فيها المشروبات الساخنة، وآخرون استخدموا كل ما بوسعهم لتدفئة كل ما يصدر لهم البرد، ولا سيما البلاط والسيراميك ليغطوه بالسجاد ويمرروا المواسير الساخنة من تحته. وذكر فريح خلف أن فصل الشتاء يكون بارداً نوعاً ما، ولا سيما في الفترة التي تسمى ب «مربعانية الشتاء» التي تستمر 40 يوماً، تصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض الأحيان، وأن له في منطقة الحدود الشمالية «بروتوكولات وطقوساً خاصة» تختلف عن مناطق السعودية الأخرى، منها جلسات بيوت الشعر والخيام في المنازل حول النار التي تكون عادة من الفحم والحطب، والمشروبات الحارة مثل الحليب والزنجبيل، مشيراً إلى أن الكثير من أصحاب المنازل ذات المسطحات الكبيرة ينصبون تلك الخيام في منازلهم إعلاناً عن بداية دخول فصل الشتاء والبرد. وأوضح متعب الخميس أن غالبية أهالي المنطقة في هذه الفترة الباردة يفرشون السجاد والموكيت على الرخام والسيراميك والبلاط، تفادياً لبرودته التي تكون في أقصى درجاتها، لافتاً إلى أن البرد يشل الحركة في المنطقة تماماً، ولا سيما في المساء بوصول درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر، وهو ما يجعل الكثير من المواطنين حبيسي البيوت لا يخرجون منها إلا للضرورة القصوى. وأضاف أن بعض سكان المنطقة الذين يبنون منازل جديدة بدأ منذ فترة قصيرة بمد شبكات من مواسير المياه تحت البلاط تمر عبرها المياه الحارة، لتعديل درجة الحرارة في المنزل، بسبب أن هذا النوع من التدفئة يوفر الكثير من الكهرباء، لأنه يعتمد على المواسير الحديدية التي تمرر في جدران الغرف الداخلية أو تحت البلاط، لافتاً إلى أن كلفتها تتراوح بين 20 و50 ألف ريال بحسب حجم المنزل. وأشار عايد ثميل إلى أن التدفئة الحديثة أكثر أماناً من التدفئة التقليدية بالفحم والحطب، ولا سيما في الغرف المغلقة وعند الأطفال والمصابين بالربو، وما تسببه هذه الأمور من أخطار صحية وكوارث، مشيراً إلى حريق طفل في إحدى محافظات المنطقة قبل عامين بسبب الاختناق الذي حصل له وهو نائم. من جهته، حذّر اختصاصي طب الصدر الدكتور محمد بيومي مرضى الربو من القرب من مدافئ الفحم والحطب وبعض وسائل التدفئة التي لها رائحة، وتكون عادة من البنزين والكيروسين، من أنها تسبب في كثير من الأحيان نوبات اختناق وأزمات ربو تصل إلى الوفاة، مشيراً إلى ضرورة البعد عنها، ولا سيما عند النوم، ووجوب تهوية الغرف جيداً والتأكد من وجود هواء نقي خال من الغازات، ومراجعة الطبيب في حال أي مرض أو ارتفاع في درجة الحرارة.