دكت القذائف الإسرائيلية من البحر والجو عدة منازل في قرية جنوبيةلبنانية على رؤوس ساكنيها مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات فيما عكف الذين بقوا على قيد الحياة على محاولة الذين دفنوا تحت الأنقاض، وفي ذات الوقت وسعت إسرائيل من نطاق عدوانها حيث قصفت أمس ولأول مرة وسط بيروت، وفي المقابل قال حزب الله إنه أوقف توغلا إسرائيليا بريا فيما أرسل المزيد من الصواريخ إلى البلدات الشمالية الإسرائيلية. وتجري كل هذه الاعتداءات الإسرائيلية وسط تقاعس من الدول الكبرى تجاه وقف العدوان، فيما أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية عن عدم تعجلها في رؤية وقف وشيك لإطلاق النار، وفي ذات الوقت قالت إسرائيل إن أمامها ربما عدة أسابيع لإتمام عملها في لبنان. وتفيد حصيلة القتلى قبل مساء أمس أن حوالي 50 لبنانيا لقوا مصرعهم في الغارات الإسرائيلية. ووفقا لحصيلة أولية فقد قتل 21 مدنيا وجرح 30 آخرون في قصف إسرائيلي جوي وبحري دمر فجر أمس الأربعاء حوالي عشرة منازل في بلدة صريفا الواقعة على بعد 30 كلم شمال شرق صور في جنوبلبنان. وقال أحد السكان الذي اتصلت بهم وكالة فرانس برس هاتفيا شنت مقاتلات ومروحيات على مدى ساعتين بين الساعة الواحدة والساعة الثالثة فجرا سلسلة من الغارات على البلدة التي دمر جزء منها. وأوضح أن البحرية الإسرائيلية شاركت أيضا في عمليات القصف. وأضاف (دمرت عشرة منازل على الأقل وثمة عشرات القتلى. لا يمكننا إحصاءهم). وذكرت قوى الأمن اللبنانية أن نحو عشرة أشخاص من عائلة واحدة طمروا تحت أنقاض منزلهم الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية في بلدة سلعة الواقعة على بعد تسعة كيلومترات شرق صور. وقال ضابط في قوى الأمن: (أتت الغارة التي شنتها طائرة قاذفة إسرائيلية كليا على المنزل المؤلف من طابقين الذي انهار على سكانه وهم عائلة مكونة من عشرة أفراد تقريبا الذين قتلوا على الأرجح). وعرفت عشر عائلات أخرى على الأقل المصير نفسه في عمليات قصف إسرائيلية استهدفت في الأيام الأخيرة البلدات الحدودية مع إسرائيل وأخرى في منطقة صور الساحلية وفق تعداد مؤقت وضعته وكالة فرانس برس. وفي بلدة معربون قرب بعلبك على بعد 85 كيلومترا شمال شرق بيروت لقي خمسة مدنيين مصرعهم أمس الأربعاء في غارة جوية استهدفت تجمعا للشاحنات. كما قتلت الغارات الإسرائيلية ستة مدنيين بينهم أم لبنانية وأطفالها الثلاثة أمس في وسط مدينة النبطية على بعد 70 كيلومترا جنوب شرق بيروت. وأفادت قوى الأمن اللبنانية أن ستة مدنيين قتلوا أمس في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى مؤلفا من أربعة طوابق في بلدة نبي شيت قرب بعلبك على بعد 85 كيلومترا شمال شرق بيروت. وأضاف المصدر أن الضحايا الست وهم من عائلة واحدة قتلوا عندما أطلقت طائرات إسرائيلية صواريخ جو - أرض دمرت المنزل جزئيا. وبلدة نبي شيت هي معقل لحزب الله. وفي إطار توسيع نطاق العدوان قصفت إسرائيل أمس ولأول مرة وسط بيروت وبالذات حي الأشرفية المسيحي مستهدفة بأربع قذائف حفارة مياه متوقفة في وسط بيروت، غير أن هذا القصف لم يؤد إلى وقوع إصابات. فقد استهدفت مروحية إسرائيلية بأربع قذائف حفارة آبار متوقفة في موقف سيارات في حي بيضون في منطقة الأشرفية. وبدا أن القصف الإسرائيلي يستهدف بشدة مؤخرا الشاحنات تحسبا من أنها قد تكون منصات متحركة لصواريخ حزب الله وبهذا الصدد فقد ذكرت مصادر الأمن اللبنانية مساء الثلاثاء أن طائرات حربية إسرائيلية ضربت في وقت سابق شاحنة تركية تحمل زيت طعام وليست شاحنة تحمل أسلحة إلى حزب الله اللبناني. وقالت المصادر: إن الشاحنة دمرت مساء الثلاثاء في غارة إسرائيلية في سهل البقاع لكن السائق نجا من الغارة. وزعم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن القوات الجوية دمرت أربع شاحنات قادمة من سوريا محملة بأسلحة وذخيرة إلى مقاتلي حزب الله في لبنان. وقفز السائق التركي من شاحنته فور بدء القصف بعد فترة وجيزة من عبوره إلى لبنان قادما من سوريا مع شاحنات أخرى أنهت الإجراءات الجمركية كما ذكرت المصادر. وفي المقابل سقطت المزيد من صواريخ حزب الله على بلدات شمال إسرائيل فقد تلقت حيفا سبعة صواريخ قيل ان أحدها سقط قرب منشأة حساسة فيما سقطت خمس أخرى على بلدة نهاريا. وقال شهود عيان وعاملون بخدمات الإسعاف إن الصواريخ التي سقطت في حيفا تسببت في إصابة البعض بجروح فيما سقط صاروخ على مطعم خاو في منطقة الساحل. وتسبب الانفجار في تحطم نوافذ وفجوة عميقة في الأرض. وقال رجل إسرائيلي (تصادف أن كنت في الشارع حين انفجر الصاروخ... لم يكن هناك إنذار ولم تنطلق أي صفارة. كل ما أعيه صوت انفجار مدو في الأرض وتحطم نوافذ). وفي التطورات أيضا أن حزب الله أكد حدوث توغلات برية إسرائيلية في معرض إعلانه عن تصديه لأحدها في منطقة اللبونة قائلا إنه أجبر القوات التي قامت بالتوغل على التقهقر. وكان ناطق إسرائيلي قال قبل ذلك إن الجيش الإسرائيلي يشن منذ صباح الأربعاء عمليات برية محدودة داخل الحدود اللبنانية. وأكد متحدث باسم الجيش اللبناني هذا التوغل ووصفه بأنه عملية محدودة و(انتقائية).