* فتحية أعرور، شاعرة مغربية حاصلة على شهادة الإجازة في العلاقات الدولية، لها مساهمات عديدة في مجال الشعر والقصة! شعرها يحمل ملامح اللغة المتطورة، وعبق حروقها يتسلل مثل ضوء خافت يحيي النفس. فوق السكون الليلي امرأة تشكلت من خط الاستواء.. لكنها تنساب برفق وسلاسة. هي سيدة البحر وامرأة مستحيلة.. تشبه النيزك العابر، تقتحم دون استئذان.. فجرت حبر الشعر في مجرى الشريان، تنفض غبار الذكرى، وتتجمل كل صباح، وتستحم من رداء العشق. * لأنك منعت الشمس من الغروب في بحر أفكاري جدّفت قوارب الصمت في رأسي وفضحت كل أسراري رائعة أنت عندما تبتسمين في خواء روحي لما تزرعي السنابل في قلبي مستحيلة أنت لمّا تسكنين أحلامي لما تتوجيني ملكا وتكللين هامتي بالأزهار. * سيدة لا تخشى الاعتراف، تستقبل سيدها بألوانها الزاهية، لم تعد تلك الطفلة الشقية التي تقف في صف مدرستها بخيلاء. فتحية لا تعنيها الأفكار البالية، تكتب تاريخها بلغة المؤنث والمذكر. هي ابنة تيداس، التي لا تكف عن ترديد أنشودة الفرح في مساءات الثلج إنها ابنة المغرب الذي امتد من شمال أفريقيا عصر ذات يوم، فتحول إلى سلسلة جبال لا يحيد عن مكانه. شاعرة تغزل كلماتها بعد رحيل الليل، وتنسج قصائدها مع صياح الديك. نرشف من إحدى قصائدها: سأنسج الغزل للذكرى وانثر الكلمات بلسماً على الجراح خبئني من عمري الهارب أخشى الرحيل مزق وشاح الصمت * ولعلها تصنع من قصائدها رداء الأمنيات لن أرقب الشمس فلدي شموسك أصنع من خيوطهما الحلم أنت قمري وشموسي الراحلة دعني اختبأ في ليل هاتين العينين * قصائدها تسبح في تيار الغزل الجريء، بين إرادة قوية وعشق مجنون، الأنوثة في شعرها سيمفونية الأمسيات تأتي من رحم الأقلام لذا جعلت قلمها غنجاً من الكلمات تغازل بها سيدها مرة بالحرف وأخرى بالقصائد والأمنيات. ترى في شهريار الرجل الذي أهداها جناحين وعلمها التحرر والطيران أعرور عاشقة للحب للحياة تستمد من عشقها لغة الوجود تتمرد على المألوف. في النهاية هي حواء التي لا تعترف حين يجتاحها طوفان الحب.