لا يمكن تعريف تجربة أحمد الصالح "مسافر" الشعرية إلا أن تقول عنها: قطعة من السكر مذابة في ديوان الشعر السعودي. هذا ما توحيه لك مجموعاته الشعرية التسع، فقصائده الفارهة حينما تنهمر على القلب تزهر إبداعاً يشنف الأسماع. واليوم يصدر "مسافر" وابلاً من شعره لتعشب ساحات القصيد، وقد وسمه ب"تشرقين في سماء القلب" عن نادي المدينةالمنورة الأدبي، استمع إليه يبوح فيه لمعشوقته (الرياض) وهو يوشوها قائلاً: هذي (الرياض)تتيه عاشقة عن حسنها العشاق كم سألوا الشعر في واحاتها نغم يشدوا به السمّار ما احتفلوا والنخل يرسل من جدائله حسناً تخضبها له الأُصُلُ فكأنها.. ألقت غدائرها لخضابه والأفق مشتعل هذي (الرياض) وحبها قدرٌ ريحانة.. قلبي بها جذل دار لها الضلوع هوىً عشق يبوح بسِّره الغَزَلُ ويمضي شاعرنا الصالح يغرس قصائده في الطائفوالمدينة والوطن أيضاً ثم يقطر شعره حزناً باذخاً على رحيل صديقه الشاعر غازي القصيبي والمجاهد أحمد ياسين، ثم يعود نحو سوسنة الشعر المخضب بروح الحبيبة يهمي لعينيها تراتيل القصيد ويبوح لها.. كيف يغني الشاعر؟! تسألني.. سيدتي..!! كيف يغني الشاعر؟! والحزن يضاجع عينيه بحجم الليل وكيف..؟! "اليمُ سينظر نحو بحيرة ماءْ" سيدتي..!! لولا الحزن ولولا هول المأساة لما أورق هذا الهاجس شعراً ولما أينع صمت الشعراءْ.