أشاد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بالإصدار الأول «قطرات من صمت» للكاتب عادل المالكي معد صفحات الشعر بمجلة رؤى الصادرة عن عكاظ جاء ذلك في خطاب بعثه مستشار الأمير خالد الفيصل المشرف على الدراسات والعلاقات العامة الدكتور سعد محمد مارق ، وعبر المالكي عن جزيل شكره وتقديره للأمير خالد الفيصل نظير تشجيعه المبدعين في الأدب والثقافة والفن. قراءة في النصوص بقلم الكاتب طة كسبة مثل الشيفرة جاءت كلمات كاتبنا الذي لا استطيع ان اخلع عليه صفة الشاعر ، لكني فقط اراه لائقا في ثياب الكاتب والاديب ، الذي ينحت من الحروف اشكالها ، ومن الكلمات معانيها ، فتسري على الورق عبارات تشع دفئا وحميمية ، فنستعيد بها بعض ذكرياتنا ، ونغسل بها بعض افكارنا ، وارى بعض مافينا من صفات تغتسل ، فتجعلنا اهل للصلاة في محراب الكلمة . كلمات عادل المالكي التي استنقطها في قطرات الصمت ، ليسك ككل الكلمات ، فهي كلمات حبلى بالمعاني والصور ، والتي ماتلبث الا ان تتشكل كائنا حيا ، يكل علينا بين الحين والآخر . ولأن لكل حالة ابداع طقسها الخاص الذي تعيش فيه ، حيث نجد ان للفعل طقس ، ولرد الفعل طقس ، حتى الصمت له طقس ، وللكلمات التي شكلها المالكي طقسها ، الذي استدعى لأن يكون لي طقسي الخاص ، فابتدعت لنفس طقسا حميميا يديم علي تواصلي مع قطرات صمت عادل المالكي التي تكلمت وباحت بما لديها من مكنون . المالكي يخاطب امه وهو يتغنى بما لديه من ذكريات فيقول : سأضع في كفوفي اناء كي اجمع دموعك به ليس خوفا عليها ان تمس الثرى فهي لو سقطت لطهرت الأرض وزال الدنس .. ونبت الورد وعاش زهر التضحيات .. ولأن خواطر عادل المالكي ، طازجة دائما ، وهي من وحي مامر به من تجارب ، فهو تكثف افكاره ومشاعره في كلمات مثل الشعر ، تنساب كائنا حيا ، يتعايش مع الكاتب ، فيقول في ثواني الصمت : من اخذك مني ؟ من ابعدك عن مراسي أفراحي من ذا نزعك مني ؟ وقص اجنحتي فحرمني التحليق في عينيك .. بل من ابعدك عني وقتل مشاعري واغتال البسمة من بين طوابق شفاهي ..! وفي خاطرة اسماها « احبك اكسجين حياتي « يلضم حروفه في كلمات ، تتسلسل في رشاقة انسياب الماء في جدول ينسل بين اصابعه فيعيش في النفس راحة اثيرة ، فيقول : ياه ياحبيبتي كل اكسجين الكون في كلمة واحدة .. هي احبك ايتها النابضة بين الحنايا حبيبتي .. يالون الماء ياسكون المساء ياجسد الكلام ونبض المشاعر اتخيل نفسي هناك على شرفة شفاهك .. استنشق العبير وشذى ابجديات العشق التي انطقت كل بدني .. لتقول لي احبك .. في اطول خواطره التي سطرها والتي اسماها « شتات « ينقلك المالكي بين اكثر من طقس ، واكثر من فكرة ، واكثر من حالة مشاعرية ، تستهويك احيانا ، وربما تجد نفسك في واحدة منها ، وربما تشعر بأنك غير قادر على مبارحة المكان ، وربما تشعر بالتعاطف الوجداني مع من تخاطب .. فنقرا مايقول : ياسيدة تقطرت ورود الحب على شفاهها من شعاع شمسي ياقلبا اصبح يعيش على طرفي كرتنا الأرضية ليتذوق الحب في يومه مرتين ..! فأنا من علمتك كيف ترتبين حروف الحب لتصنعي منها قبلة حارة انا من علمتك ان الحضن يقيك برد السنين الكئيبة .. انا من علمتك كيف تكونين انثى تغازل الليل لينسج منها أجمل قصيدة .. تداولت في خوطر عادل المالكي الكثير من الأسئلة التي باح بها ، باحثا عن اجابة لها ، وهو يدرك ان لا جوابا سوف يأتيه ، هو يبحث ، وعليه ان يستمر في البحث ، وهوايضا غير معني بالإجابة ، سواء جاءت او حتى ابت على المجيء .. اسئلة الكاتب دائما مشرعة ، لكنها وفي رحلة البحث عن جواب ظلت تدور في مساراتها حتى اصبحت أسيرة دوامات الجواب ..! تبحث عن لحظة تنعتق فيها من اسر خيوط العنكبوت المدارية التي حالت بينها وبين الانطلاق في فضاءات المعرفة والجواب .. في « بك اكتمل « أسأل نفسي اين كنت تختبئين من ايامي أسأل نفسي هل استطعت لملمة حزني واعدت ترتيب ايامي ويبقى السؤال هل تحبينني بقدر ما احبك لأني احبك .. اكثر واكثر .. واكثر .. ولأنه يشعر بأنه يغرق وحده في بحر كلماته ، فقد حرص على الا يستنجد بأي احد كي ينقذه .. فيقول « غرق وحده « : اغرق في وحدتي اضع رأسا يحمل اكليلا من الهموم اناجي وسادتي فتمل البلل المنجرف من اودية عيني فتقذف بي في كل ركن .. من غرفتي ولأني احبك .. جعلت الكاتب يترك لمشاعره العنان للبوح ، وهو يسعى للعيش في سماء خيالاته واحلامه فيقول : تعالي نرتب الكون .. سويا تعالي نجعل العمر .. ربيعا ونودع الشوق والشقاء .. تعالي لننظم عقدا من الورود نطوق به .. الشفاه المتكسرة تعالي .. نحلق سويا بين الغيوم وننتشي فرحا .. تعالي وتربعي على عرش قلبي واسكني سواد عيني تعالي .. وكوني صدر قصيدتي .. ثم يأخذنا كي نكتشف « نبض عاشق « لنقيس به قدرته المتواصلة على الحب ، والعيش في حالة عشق دائم برغم الخداع ، وعبث المحبوب بهذه المشاعر : الى من خدعتني .. بأكذب المشاعر واخفت عني صادقها الى من تلاعبت بي ورمت بي الى قاع المحيط ظننت .. اني حلمك الوحيد وشمسك التي لا تغيب حاولت ضبط موجات قلبي على ترددات عواطفك لكنني .. افقت من سبات عميق .. لأجدك كابوسا في وضح النهار واجد نفسي محطما لا امتلك سوى بقايا انسان .. في خاطرته الأثيرة التي استوحى منها عنوان كتابه الأول ، « قطرات من صمت « نلمح الكاتب وقد امسك بذكرياته ، ووضعها على طاولة الجراح ، ينبش فيها بمشرط الحقيقة ، ويتعامل معها محاولا استكشاف مكنونات هذه الذكريات ، يبحث في بقايا الورد ، والأوراق المبتلة الأطراف ، يجري خلف الأمواج ، ويتتبع النجوم ، وبرغم احتراقه من نجوم ذكرياته ، الا انه سرعان مايلملم نفسه لينادي على القمر .. ليسمعه قطرات صمته .. فيقول : من هنا من بقايا الماضي المتحسر ونور الخاطر المختنق من بقايا ورد نفقت روائحه اعود بأوراق مبتلة الأطراف وصور ارواحها ذاتية وصوت مختنق بألف عبرة اقول للشمس وقد توارت خلف امواج فقدت الذاكرة وليل يشتعل سوادا ليحرقني بكل نجوم الذكريات ..! انادي القمر .. ان يرحل عن الوجود .. التقديم بقلم عبدالله القبيع نائب رئيس تحرير صحيفة الوطن كان تحت عنوان حزب الحب العادل هذا الشاب المالكي العادل في الحب يفاجئك دوماً بالحب المشتعل ويرغمك على أن تكون من أنصار هذا الحزب الجميل الذي يشكله المالكي فكل مافي عادل المالكي يصرخ نقاءً وطهارة بحب عذري ما زال يتغلغل في مساءاته وينثره بين محبيه. جاء من أقصى الزمن المتهالك ليستقبل موسيقى الحب التي أعادت له نبض الحياة .كأن السعوديين عندما يكتبون وجدانياتهم يكتبونها من جراح وأحزان ولا أعرف حتى الآن السبب الكامن خلف هذه الأحزان في كتاباتهم ..عادل المالكي زميلٌ يشع فرحاً وحباً وغزلاً يجمع بين أخلاق الكلمة وأخلاق العمل أتمنى أن ينجح حزب الحب الذي يقوده أن يستفيد تلاميذه من هذا الكم الهائل من وجدانياته