مفردة الحركة التي وردت في عنوان هذه المقالة تعني محاولة وزارة التربية نقل المعلمين إلى المناطق التي يرغبونها تحقيقاً لحاجتهم إلى الاستقرار النفسي والمهني، وهي (أي الحركة) لا ترد هنا في سياق جمود التعليم وتوقف نبضه. في بلد شاسع المساحة مثل بلدنا أصبحت معالجة حركة تنقل المعلمين بين مناطق التعليم العديدة أمرا يرهق ويربك نظامنا التعليمي كل عام. ومما يزيد من حدة مشكلة حركة نقل المعلمين في المملكة أن معالجتها واعتمادها لا بد أن يمرا عبر إحدى غرف الجهاز المركزي. لقد أصبحت قضية حركة نقل المعلمين هماً كبيراً يشغل مسؤولي التعليم ويلتهم وقتهم وجهدهم، ولو أن معالجة قضية نقل المعلمين تقف عند حد إدخال المعلمين بياناتهم في الحاسب، ثم انتظار الرد لهان الأمر، ولكن الأمر تجاوز ذلك إلى تجييش بعض المعلمين كل الجهود للضغط على مسؤولي الوزارة، بل إن منهم من يلجأ إلى أساليب الإلحاح المستمر واختلاق الأعذار؛ مما حدا بالوزارة إلى تشكيل لجنة مركزية هدفها فقط التحقق من الظروف الإنسانية لطالبي النقل من المعلمين. كان يمكن ألا تتحول حركة نقل المعلمين إلى مشكلة لو أنها تبدأ وتنتهي تماما خلال فترة محددة، ولكنها بوضعها القائم تشكل صداعا تربويا لا يسكن أبدا. منذ عرفت التعليم قبل ربع قرن وحركة نقل المعلمين و(توابعها) تثقل حراك الوزارة، كم سيكون فتحا مبينا لو أننا اكتشفنا آلية تخلص الوزارة من ضغط حركة المعلمين لتتفرغ لقضايا أهمّ.