في مثل هذا اليوم من عام 2000 انتشر الجيش اللبناني في جنوبلبنان لأول مرة منذ عام 1978 عندما تمكنت القوات الإسرائيلية من اجتياح الحدود اللبنانية واتخاذ مواقع ثابتة لها في الجنوباللبناني. وجاء انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بعد مضي شهرين ونصف الشهر على انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان واتمت القوة وقوامها ألف جندي انتشارها بدون عوائق مما ولد شعورا بالفرح والاطمئنان لدي الأهالي فيما قام حزب الله اللبناني بتخفيف مظاهر وجوده في هذه المنطقة التي سيطر عليها منذ الانسحاب الإسرائيلي في 24 مايو الماضي . وبدأت القوة المشتركة مناصفة بين الجيش والشرطة تسيير دوريات في المنطقة المحتلة السابقة من ثكنة الجيش اللبناني القديمة في مرج عيون , حيث كانت ميليشيا جيش لبنانالجنوبي السابق التابعة لإسرائيل تقيم قيادتها العامة وانطلقت دورية لبنانية لتتجول في القرى المحيطة وسط الأعلام اللبنانية التي رفعها الأهالي وزغاريدهم ونثرهم لحبات الأرز على الجنود . وعبرت دورية بالقرب من بوابة فاطمة الحدودية التي تحولت منذ الانسحاب الإسرائيلي في 24 مايو 2000 إلى محطة شبه يومية لرشق الحجارة على الجنود الإسرائيليين المتركزين في الجهة المقابلة . كما عبرت الدورية وفق المصدر نفسه بالقرب من إحدى نقاط المراقبة التابعة لحزب الله اللبناني الشيعي على بعد أربعة كيلومترات من البوابة التي أصيب بالقرب منها يوم الأحد الماضي أربعة مدنيين لبنانيين بجروح من جراء رصاص إسرائيلي أطلق بعد أن حاول مدنيون لبنانيون رمي زجاجة حارقة . ومن ناحيته أكد مسؤول إحدى نقاط مراقبة حزب الله الحدودية تصميم الحزب على احتفاظه بمواقعه وتعزيزها مرحبا بانتشار القوى الأمنية اللبنانية . وقال مسؤول الحزب: إن عمل قوة الأمن لا يمكن أن يتعارض مع عملهم ومراكز مراقبتنا مستمرة ونعمل على تعزيزها . وكان حزب الله قد خفف عشية انتشار الجيش اللبناني والشرطة مظاهر وجوده في القرى والبلدات التي خضعت لسيطرته منذ انسحاب القوات الإسرائيلية فأزال أعلامه واحتفظ بصور الشهداء وذلك قبيل بدء انتشار القوة الأمنية داخل المنطقة المحتلة .