خرق جنود إسرائيليون أمس الحدود الدولية متوغلين في الأراضي اللبنانية لاقتلاع شجرة من بلدة حدودية كانت تحجب كاميرا مراقبة وتجسس نصبها الإسرائيليون في المكان ما قاد إلى اشتباك دام مع الجيش اللبناني سقط نتيجته 4 قتلى لبنانيين بينهم مدني وعدد من الجرحى الإسرائيليين، فيما أعلن تلفزيون المنار التابع لحزب الله مقتل ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل. وقال مسؤول امني متواجد في منطقة الاشتباكات ان «الاسرائيليين اطلقوا اربع قذائف سقطت قرب موقع للجيش اللبناني على اطراف قرية العديسة فيما رد الجيش على مصادر النيران»، وأضاف المسؤول ان منزلين في القرية تضررا خلال الاشتباكات. واوضح متحدث باسم الجيش اللبناني أن الاشتباكات اندلعت بعدما قام جنود اسرائيليون باقتلاع شجرة من الجانب اللبناني، وتابع «بدأ الجنود الاسرائيليون باطلاق النار ورد الجنود اللبنانيون». وذكر مراسل في المنطقة ان الجنود الاسرائيليين "ارادوا في البداية اقتلاع شجرة تحجب الرؤية عن كاميرا تجسس ومراقبة نصبت في المكان وتطل على القرية"، وحاول الجنود اللبنانيون و"مدنيون من القرية منع الجنود الاسرائيليين من اقتلاع الشجرة، ما ادى الى انسحاب الاسرائيليين الذين قاموا باطلاق النيران باتجاد الجانب اللبناني، الامر الذي تطور الى اشتباكات جرى خلالها تبادل للنيران والقذائف". وصدرت نداءات للرحيل من البلدة وقال ابو علي (52 عاما) من سكان القرية "نحن باقون وصامدون في ارضنا"، مشيرا الى ان المروحيات الاسرائيلية تحلق في المكان". وفي اسرائيل، نفى ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية انباء تحدثت عن اطلاق صاروخين من لبنان على شمال اسرائيل، بينما اكد الجيش الاسرائيلي تعرض جنوده على الحدود مع لبنان لاطلاق نار. ودعا المتحدث باسم قوة الاممالمتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" نيراج سينغ الجانبين اللبناني والاسرائيلي "الى اقصى درجات ضبط النفس"، واضاف "اولويتنا في هذا الوقت هي اعادة الهدوء الى منطقة الحادث" في العديسة، مشيرا الى ان الجنود الدوليين "يتواجدون في المنطقة ويحاولون معرفة ظروف الحادث". وذكرت مصادر في وقت سابق ان قوات اليونيفيل من الكتيبة الاندونيسية حاولوا تهدئة الجنود الاسرائيليين ومنعهم من محاولة اقتلاع الشجرة قبل وقوع الاشتباك، انما من دون جدوى. ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيان "الخرق الاسرائيلي الجديد للقرار 1701 واجتياز الخط الازرق والاعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة"، واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي "على تفاصيل هذا الخرق ووجوب التصدي لأي محاولة اعتداء اسرائيلية مهما كانت التضحيات"، وكما ادان رئيس الوزراء سعد الحريري "الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية". وتأتي الاشتباكات بين الجانبين بعدما توعد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست نشرت الاسبوع الماضي بأن تضرب اسرائيل مباشرة المؤسسات الحكومية اللبنانية اذا اطلق حزب الله صواريخ على مدن اسرائيلية، واوردت واشنطن بوست ان الحريري يعتبر ان اسرائيل تستعد لشن حرب على لبنان، ويشكو من استمرار تحليق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية في الاجواء اللبنانية. وصرح مصدر لبناني بأن عشر قذائف مدفعية إسرائيلية سقطت أمس قرب نقطة للجيش في البلدة ، فيما قال مصدر من البلدة إن النيران اندلعت في منزلين في المنطقة وأضاف أن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخين. ويتزامن هذا التصعيد مع خطاب من المتوقع أن يلقيه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني في وقت لاحق وكان مصدر حكومي في بيروت أكد أن ثمة اتصالات جارية لاحتواء الوضع المتوتر في الجنوب، وأضاف أن جميع وحدات الجيش في الجنوب في حالة تأهب قصوى، وأشار إلى أنه تم رصد دبابة إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية وأن المواجهات اندلعت إثر محاولة الجيش الإسرائيلي قطع بعض الأشجار داخل الأراضي اللبنانية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه سمع دوي انفجارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود الشمالية غير أنه لم يسجل سقوط أي قذيفة، وأضافت أن المواجهات بدأت عندما اشتبهت القوات اللبنانية أن القوات الإسرائيلية اجتازت الأراضي اللبنانية. وقال النائب قاسم هاشم، عضو كتلة "التحرير والتنمية" النيابية والمقرب من حزب الله إن الحادث يمثل "اعتداء إسرائيليا ضد لبنان وهجوما يستهدف الجيش اللبناني". واصيب عدد من الجنود الاسرائيليين أمس في الاشتباك بحسب ما افاد مصدر امني، فيما قتل ثلاثة جنود لبنانيين وصحافي ، وقال مسؤول امني ان "ثلاثة جنود لبنانيين قتلوا واصيب مدني في الاشتباكات" قرب قرية العديسة الحدودية، واضاف ان صحافيا لبنانيا قتل ايضا خلال الاشتباكات. وذكر مصدر أمني لبناني آخر ان جنودا اسرائيليين اصيبوا في الاشتباك، وان اصابة احدهم خطيرة. واعلنت قناة المنار المتحدثة باسم حزب الله ان ضابطا اسرائيليا برتبة عالية (كولونيل) قتل اثناء الاشتباكات، وان الجيش الاسرائيلي يحاول سحبه من منطقة الاشتباكات، ورفض متحدث قوة الاممالمتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" تأكيد الاصابات. وطبقا لموقع BBC الإخباري فإن جذور الخلاف تعود إلى ان اسرائيل تعتبر ان الحدود مع لبنان هي الخط الازرق وليس الشريط الحدودي، ما دفعها الى القول ان جنودها كانوا داخل الاراضي الاسرائيلية. الا ان الخط الازرق هو الخط الذي رسمته الاممالمتحدة عام 2000 لدى الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان لتحديد الخط الذي انسحبت اليه القوات الاسرائيلية، ولا يعتبر بمثابة حدود دولية معترف بها بين البلدين.