هرمون البرولاكتين ، هو الهرمون المسؤول عن تحريض الغدد اللبنية لدى النساء لإدرار اللبن لتغذية المواليد ، وبالتالي فإن أي اضطراب في هذا الهرمون ، يؤثِّر على صحة الأم والرضيع ، لكن كيف يحدث هذا الاضطراب وما الأسباب المؤدية لذلك وكيف يمكن معرفة وجود اضطراب في مستوى هذا الهرمون بالدم ، وما المضاعفات أو الأوتار المترتبة على حدوث الاضطراب .. ؟ د. دعد قرقوط أخصائية النساء والولادة .. ترد على كل هذه الاستفسارات فتقول : اكتشف هرمون البرولاكتين أو هرمون الحليب في عام 1933م ، وهو هرمون يفرز من الغدة النخامية وظيفته الرئيسية هو بدء الإرضاع والمحافظة عليه ، وقد أثبتت الدراسات المتخصصة أن هذا الهرمون يلعب دوراً مهماً ضمن وخارج الجهاز التناسلي ، لذا يجب قياس مستوى الهرمون عند أي مريضة تعاني من انقطاع الطمث أو في حالات در الحليب مع انقطاع طمث وشعرانية ، كذلك حالات انقطاع الطمث والنزف أو تأخر النمو كذلك يجب قياس مستوى الهرمون عند تقييم حالات العقم عند المرأة ، كذلك حالات العقم عند الذكر الذي يشكو من قصور غدد. وعن الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الهرمون تقول د. دعد هناك أسباب كثيرة منها تناول بعض الأدوية ، وهناك حالات فسيولوجية طبيعية مثل بعض حالات الشدة - بعد الولادة - النوم ، فالهرمون يفرز خلال النوم - الحمل - تنبيه الحلمة - الجماع - العمليات الجراحية الكبرى ، ومن الأسباب أيضاً ما يعرف بمتلازمة السرج التركي الفارغ ، أو وجود بعض الأورام في الغدة النخامية وفي حالات قصور الغدة الدرقية ، وأحياناً يكون مجهول السبب وعند فحص مستوى هرمون الحليب بالدم ، يجب أن يتم ذلك في الصباح بعد الاستيقاظ بحوالي 4 ساعات وليس بعد الشدة أو الضغط النفسي ، حيث وُجد أن هرمون الحليب يفرز خلال النوم ويبدأ بالارتفاع ويصل لذروته في الخامسة صباحاً ، ثم يبدأ بالانخفاض ويفرز على شكل نبضات ويختلف عدد النبضات في مراحل الدورة ، فتكون أكثر خلال الفترة الأولى من الدورة ثم تقل بعد التبويض ولهذا فله تأثير على عملية الإباضة. وفي الحالات التي يكون فيها مستوى هرمون الحليب مرتفعا لا بد من تقييم الغدة الدرقية ، لأنه يترافق مع قصور الغدة الدرقية ، كما وُجد أنه في حالات قليلة من حالات انقطاع الطمث يكون مستوى هرمون الحليب (البرولاكتين) مرتفعا بدون إفراز بالحليب ، وبالتالي فإنه يؤدي إلى منع الإباضة وبالتالي يؤدي إلى انقطاع الطمث ، والسبب في ذلك ان الغدد اللبنية في الثدي لم تكتمل وظيفتها وغير قادرة على إفراز الحليب. وتضيف أخصائية النساء والولادة كما ثبت أن هرمونات الأنوثة الأستروجين والبروجستيرون تؤثِّر على الغدد اللبنية بالثدي وتهيئ الغدد لوظيفتها الطبيعية وهي إفراز الحليب ، وهذا يحدث خلال فترة الحمل ثم يبدأ هرمون البرولاكتين بالارتفاع خلال الحمل ثم بعد الولادة مباشرة ، ويحرض على إفراز الحليب بشكل مستمر رغم أن الهرمون يعود إلى عياره الطبيعي.