الغدد الصماء والتي تعرف ايضاً بالغدد اللاقنوية تساعد الجهاز العصبي في تنظيم انشطة الجسم المختلفة وهي مجموعة من الغدد يمتص افرازها في الدم مباشرة فلايخرج منها بطريقة قنوات الى بعض الاعضاء كالامعاء ولا الى ظاهرة الجسم كالغدد العرقية وتفرز الغدد الصم مواد كيميائية تسمى الهرمونات وتنتقل الهرمونات من خلال الدم الى جميع اجزاء ا لجسم وبعد ان يصل الهرمون الى هدفه وهو التأثير على العضو او النسيج الذي يؤثر عليه فإنه يتسبب في حدوث افعال معينة وبهذه الطريقة تنظم الغدد الصم عمليات الجسم الاساسية كالنمو والتناسل والتكاثر كما تؤدي نصيباً هاماً وان لم يكن واضحاً بعد في تكييف حالاتنا العقلية والانفعالية بالاضافة الى ذلك فهي تنظم العملية التي يحول الجسم الطعام الى طاقة وانسجة حية. ومعظم الغدد الصماء وعددها 9 اعضاء ينتج كل منها واحداً او اكثر من الهرمونات وبعض هذه الغدد يتكون من جزيئين او اكثر يفرز كل منها هرموناً مختلفاً. ومع كل هذه القوى التي تملكها الغدد الصم فإنها بالغة الصغر فأكبرها وهي الغدة الدرقية وموقعها امام الحنجرة لاتزيد عن 5 سنتيمترات طولاً ولاتزن اكثر من 30 جراماً والغدد النخامية وهي في حجم حبة الكرز الصغيرة وموضعها في قاعدة المخ وهي الغدة الرئيسية التي تنظم وظائف الغدد الاخرى. وتتكون الغدة النخامية من جزئين فص امامي وفص خلفي يفرز الفص الامامي الهرمونات التي تنظم افرازات عدة غدد صماء اخرى. ولهذا السبب فإن الغدة النخامية تسمى احياناً الغدة الرئيسية. ويتحكم في الفص الامامي من الغدة النخامية جزء من الدماغ يعرف باسم تحت المهاء (الوطاء) الذي يفرز هرمونات الاطلاق التي تجعل الفص الامامي يفرز هرمونات يتكون تحت المهاد من نسيج عصبي ويكون حلقة الوصل الرئيسية بين جهاز الغدد الصماء بالجسم والجهاز العصبي وتنظم انفعالات الجوع والخوف والغضب. وفي طليعة هرمونات الغدة النخامية هرمون النمو الذي يراقب نمو الجسم وتطور الهيكل العظمي وتؤدي زيادة افرازه الى فرط نمو الجسم مع تناسقه واحتفاظه بقوته وتفكيره في مستواها العادي واذا زاد افراط هذا الهرمون في الافراز في يفوع الصبي لم يزدد طولاً ولكن بعض عظامه تنمو بطريقة غير سوية وبخاصة عظام الخد والفك الاسفل واليدين والقدمين وتسمى هذه الحالة تضخم الاطراف وتعالج فرط السمنة وتضخم الاطراف بالطب الاشعاعي او باستئصال الغدة. ويتسبب كثير من حالات القزمية من هبوط افراز النخامية وان كان للقزمية اسباب اخرى غير هذا. يؤدي قصور الغدة النخامية عن افراز الهرمونات الكافية الى مرض سيموند ويتميز هذا المرض بشدة النحافة ويؤدي اضطرابها ايضاً الى مرض آخر يسمى لزمة فرولخ يحدث في الاطفال فيزيدهم سمنة وضعفاً في العقل وضموراً في الاعضاء التناسلية واذا حدث في اليافعين ترسب الشحم في اماكن معينة من الجسم وبخاصة حول الحوض والارداف وفي اعلى الفخذين ويعالج هبوط الغدة النخامية بحقن خلاصة الغدة النخامية المستخرجة من الحيوانات المستأنسة لتشابه تركيبها وغدة الانسان. تنتج الغدة النخامية هرمونات لتنبيه الغدد الاخرى ويطلق على كل هرمون اسم يدل على انه منبه او رافد للغدة التي يؤثر فيها فهناك الهرمون المنبه للغدة الدرقية والهرمون المنبه لقشرة الكظر والهرمونات المنبهة للغدة الجنسية (القند) ويعوق القصور في افراز هذه الهرمونات عمل هذه الغدد فقصور الهرمونات المؤثرة في الغدد الجنسية مثلاً يؤدي الى ضمور الخصيتين في الرجل والى ضمور المبيضين في المرأة وعدم ظهور الحيض. ومن هرمونات الغدة النخامية هرمون البرولاكتين وهو ينبه الثديين لافراز الحليب. تفرز الهرمونات التي ذكرناها من الفص الامامي للغدة النخامية اما فصها الخلفي فيفرز هرمونات اخرى منها الهرمون المضاد لافراز البول ويضبط كمية البول التي تخرجها الكليتان ويؤدي قلة افرازه الى سكر المليخ ولاعلاقة له بمرض السكر المعروف ويسبب هرمون آخر للفص الخلفي انقباض الشرايين وقد يكون هو الهرمون نفسه المضاد لادرار البول كما يفرز الفص الخلفي هرموناً آخر يسمى الاكسيوسين ويسبب انقباض عضلة الرحم وقت الولادة كما يسبب افراغ اللبن من الثديين بعد تكوينه بفعل البرولاكتين.