اخترت عنوان هذه الزاوية لأنني شعرت في قرارة نفسي أن الكتابة للأغبياء يمكن أن تكون إحدى الوسائل لثقافة عامة، ثقافة يسعى جميع من في أي دولة إلى إيصالها إلى جميع الأغبياء في تلك الدولة مهما كانت تلك الدولة راقية أو متخلفة حتى تقلِّل مستوى الغباء لديهم، لأنه قد يضر بمجتمعه بدون قصد أو عن جهل، لأنه لو لم يكن غبياً لتصرف تصرفاً حسناً، وتعريف الغباوة والغبي في المنجد هو الجهل وقلة الفطنة، والمتغابي هو من يظهر أنه لا يعرف أو أنه يتغافل عنه. وسأتحدث في كل مرة عن نوعية من الأغبياء وكيفية إمكانية إقلاعهم عن بعض ما يسببونه لمجتمعهم من أضرار. ويعتبر بعض الأشخاص أن بعض المواضيع التي سأتحدث عنها تافهة ولا تستحق تلك الكتابة أو الضجة، وهؤلاء في نظري هم أغبياء بالفطرة ليس لهم هم إلا التقليل من الخير للمجتمع بمحاولة قتل كل فكرة جيدة في مهدها. كما أنهم لا يعون أن كل تصرف سلبي في المجتمع يتراكم ويصبح خطره كبيراً جداً لدرجة أن يكون من الصعب مستقبلاً حل مشاكله وتجنيب المجتمع الأخطار المستقبلية الناتجة عنه. ويقول المثل: (الوقاية خير من العلاج)، هؤلاء البعض إذا تحدثوا عن المجتمع تحدثوا وكأن المجتمع قربة مثقوبة لا يمكن إصلاحها، وهؤلاء هم الحاقدون وهؤلاء هم الأغبياء، هؤلاء عقولهم خاوية ليس لهم إلا الانتقاد بدون تقديم الحلول. وقد قال خادم الحرمين الشريفين: (نريد نقداً ولكن معه الحل للمشكلة وليس نقداً فقط)، وأقول لتلك الفئة من الناس: قولوا خيراً أو اصمتوا، كما أقول لهم: كونوا عوناً لمن يصلح ويريد الإصلاح ولا تكونوا أداة مهبطة للهمم تزيد من الجهل وتزيد من المرض.