التقط المصور دانيس شارلت صورة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وهو يبتسم لحظة إعلانه انطلاق العام الدراسي الجديد أمام لوح أخضر في شمال فرنسا، وقد وصفت هذه الصورة بالابتسامة الغبية مما اضطر وكالة فرانس برس لسحب الصورة بعد عشرين دقيقة من إنزالها، وكانت هذه العشرون دقيقة كافية لأن تعيد صحيفة التايمز اللندنية نشر الصورة تحت عنوان «هولاند بدا كأبله القرية»!!. الحديث عن «الغباء» والتصرفات «الغبية» هو مشترك بشري في كل اللغات، ويختلف تعريف الناس للغباء ولكنه بالجملة يعبر عن قصور في الأداء العقلي تجاه الفهم أو التصرف، وكما يقول الكاتب المصري بلال فضل: (إذا كنا لا نستطيع منع الغباء من تدمير حياتنا فلماذا لا نحاول تفسيره على الأقل)، وإن كان العالم جيمس واتسون الحاصل على جائزة نوبل لأبحاثه في DNA يعزو الغباء لخلل موروث لدى أصحاب الذكاء المتدني، فإننا نعتقد أن «جحيم البيئات الغبية» يقلل من تطور الأذكياء ويزيد الأغبياء غباءً. عندما نقيم تصرفاً بأنه غبي جداً نطلق عليه «قمة الغباء»، والغباء في الجغرافيا ليس له قمة لأنه منحدر عميق لا قاع له، والأغبياء يثبتون لنا في كل يوم أن عمق الغباء أكبر مما نتخيل!، وكما يقول العالم الفيزيائي أنشتاين: (الشيئان اللذان ليس لهما حدود: الكون وغباء الإنسان مع أني لست متأكداً بخصوص الكون). للغباء قوانين كثيرة وتشبهه في أحيانٍ كثيرة، فإذا كان المال بيد الأغبياء فعلى الأذكياء أن يصفقوا بغباء، ومن قوانين الغباء أن الإنجازات الغبية سيسوق لها مجموعة ضخمة من الأغبياء، وإذا كانت فكرتك مبدعة وذكية فستوصف بالغباء لأنها وببساطة خارج إطار أفكارهم المعتادة. قال الشاعر العربي قديماً: (وليس الغبي بسيدٍ في قومه ولكن سيد قومه المتغابي) وهذه قاعدة مفيدة يستخدمها الأذكياء، ولكن الكارثة تقع عندما يفتعل الغبي الذكاء، فيمارس الغبي التذاكي المفقود ليزيد الطين بلة!. اليابانيون يقولون: (حتى الغبي يملك موهبة)، وأنا أقول: حتى الموهوب يقع في الغباء، فالغباء له مقاييس نسبية تجعل المرور العابر عليه قدرا محتوما، والاستقرار فيه يدخلك في حالة من حالات الغباء الإدمانية. الغباء أحياناً يساهم في حل مشكلات البطالة، لأن بعض «الوظائف» تحتاج للأغبياء، وشروط الأهلية لهذه الأماكن هي «عدم الأهلية» لأن هذا الغبي يحقق مصالح الأذكياء خلفه. نسيت أن أقول لكم: الصورة للرئيس الفرنسي كانت غبية وليس التعليم الفرنسي.